الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياء ومشاكل صحية تعيقني عن الدراسة، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري 19 سنة، أعاني من عدة أمور، أولها الحالة التي تلازمني عند وجودي في الصف أو الحافلة، فأحس أني لا أستطيع الكلام، أو حتى بلع ريقي, أحس بحياء غريب، ولكن كل هذا يتغير إذا وقفت، أو مشيت، إضافة لتلك المشكلة.

حياتي بلا معنى فأنا حتى لا أدري أي قسم أريد أن أدرسه في الكلية، فأنا لا هدف لي، بالإضافة إلى المشاكل الصحية فأعلى ظهري ورقبتي يؤلمانني، لدرجة تمنعني من الانتباه خلال الحصص، فكراسي المدرسة صغيرة نوعا ما، وأنا طويل، فمن شدة الألم أحس أن رقبتي ترتعش، كذلك يداي، وبعض الأحيان وأنا مستلق تتحرك رجلي فجأة فقط مرة واحدة لكن هذا الأمر نادر.

أرجو منكم النصح والإرشاد، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأمور التي أثرتها هي صعوبات بسيطة، -وإن شاء الله تعالى- يمكن علاجها، وأنا على ثقة كاملة أنه لديك المقدرة على ذلك، فقط يجب أن تكون لك الدافعية، ويجب أن يكون لك الإصرار من أجل أن تحسن من أوضاعك.

أولاً: حالة الصعوبات في المواجهات التي تقابلك حين تكون في الصف أو في الحافلة، هذا نوع من القلق الاجتماعي، أو الخوف الاجتماعي البسيط الذي لا أهمية له، هذا عليك أن تتجاهله تمامًا، وأن تعتبره قلقًا عابرًا، وتفكر وتقول لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لست بأقل من الآخرين)، وهنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، هذه سوف تساعدك كثيرًا:

وأنت جالس في المنزل على كرسي مريح، حاول أن تجلس باسترخاء على الكرسي، ضع يديك على ركبتيك، أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، سم الله تعالى، ثم بعد ذلك قم بأخذ نفس عميق، وبطيء عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء، بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء.

كرر هذا التمرين أربع مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء هذا تمرين جيد جدًّا، وسوف يفيدك -إن شاء الله تعالى-.

عليك أيضًا أن تكثر من المواجهات، هذا مهم جدًّا، أجود وأفضل أنواع المواجهات هي أن تكون دائمًا في الصف الأول في الفصل، وكذلك في المسجد، كن دائمًا في الصف الأول، وحاول أن تشارك في الصف الدراسي، هذا مهم جدًّا، قم بالإجابة على الأسئلة التي يطرحها المعلمين، أو قم أنت أيضًا بطرح أسئلة تسأل معلميك أو زملائك، هذا مهم جدًّا، من الضروري أيضًا أن تحرص على ممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية مثل: كرة القدم، هذه فيها فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.

وأنت تعاني من آلام جسدية، هذه الآلام الجسدية كلها أتت من شد عضلي، والشد العضلي سببه قد يكون التكاسل، والقلق البسيط الذي تعاني منه، فإذن الرياضة تعتبر أمرًا هامًا وضروريًا جدًّا بالنسبة لك.

بعد ذلك نتحدث قليلاً عن التفكير في المستقبل: أولاً: لابد أن تستوعب أنك -بفضل من الله تعالى- صغير في السن، وأنت على بدايات سن الشباب، وأنت تعرف تمامًا أن العلم والدين هي أهم أسلحة يجب أن يتسلح بها الإنسان، ونحن نعيش في زمن تنافسي، وكما تشاهد وتلاحظ فإن الشباب يتحرك الآن، ويتحرك من خلال المعرفة والعلم والدين، فلا بد أن تزود نفسك بهذه الدعائم.

الإنسان إذا استشعر أهمية الأمر سوف ينجزه، وإذا لم يستشعره لن يستطيع إنجازه أبدًا.

أضف إلى ذلك أنك مطالب بترتيب الوقت وتنظيم الوقت، والوقت عظيم في الإسلام، والذين أفلحوا في الدول الغربية وخلافها لم يفلحوا إلا لأنهم يديرون وقتهم بصورة صحيحة، خصص وقتا للدراسة، خصص وقتا للترويح عن نفسك، خصص وقتا للراحة، وقتا للعب، وقتا لمشاركة أسرتك في الأنشطة المنزلية، وقتا لأن تكون مع أصدقائك، وهكذا.

الإنسان من خلال تنظيم الوقت يستطيع تمامًا أن يرتب أموره بصورة إيجابية جدًّا.

التعليم مهم، وهذه حقيقة يجب أن تستوعبها استيعابًا تامًا، ولا أحد يستطيع أن يساعدك في هذا الأمر، أنت الذي تساعد نفسك، وأنت لديك المقدرة، ولديك الإمكانيات -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للتخصص ونوعية الكلية: هذا حسب الرغبة، وحسب المقدرات، وحسب ما هو متوفر، هذه العوامل الثلاثة:

ما هي رغبتك ورغبة أهلك؟

ما هي إمكانياتك ومقدراتك؟

ما هي فرص التعليم المتوفرة؟ بناء على ذلك يجب أن تضع خطة معينة.

بعض الطلاب ننصحهم بأن يجتهدوا في الامتحان النهائي في الثانوية، بعد ذلك يقرروا الكلية حسب المجموع الذي يحصلون عليه، فيمكنك أن تنتهج أي من الطريقين، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد التوجيه والإعانة من المعلمين، وكذلك من أسرتك.

بالنسبة للارتعاش، وتحرك الرجل فجأة: هذه كلها ناتجة من انقباضات عضلية، ناتجة من القلق.


تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت، وأن تكون مفعمًا بالأمل، والرجاء حيال المستقبل، هذا هو الذي يفيدك، وهذا هو النصح والإرشاد الذي أرجو أن تتبعه.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأن يوفقك في حياتك في دنياك وآخرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً