الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم انتظام الدورة الشهرية ماذا أعمل لانتظامها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وزادكم علما، ورفع درجتكم في الدنيا والآخرة، آمين.

أنا متزوجة من ثلاث سنوات، وعندي طفل عمره عام، وقبل الزواج كانت عادتي الشهرية غير منتظمة تماما.

كانت ربما تنتظم أحيانا، بمعنى أن تأتي شهرين متتاليين، وأحيانا أخرى لا تأتي سوى ثلاث أو أربع مرات في العام.

وبالطبع بعد الزواج بدأت رحلتي مع الفحوصات المختلفة من تحاليل هرمونات لأشعة الصبغة، ثم تناول المنشطات وتجريبها، وتفضيل بعضها على البعض الآخر.

ولله الحمد أشعة الصبغة كانت سليمة، -وبفضل الله- حدث الحمل بعد أخذ 20 حقنة ميريونال بمعدل حقنتين في سرنجة واحدة ثم أعطاني الطبيب 14 حقنة تثبيت، بمعدل حقنة يوميا، ولكني لا أذكر اسمها.

الخلاصة أنه -بفضل الله- ورحمته أفرحني ربي بابني الذي عمره عام حاليا.

وكنت أطمع في رحمة الله أن تنتظم لدى الدورة مثل باقي بنات حواء، وأن أرحم جسدي من وخز الإبر والتجريب، وكذلك الكشف، ومتابعة التبويض عند طبيب النساء، والذي كان يسبب لي ألما نفسيا لا يعلمه إلا الله.

حيث إني سألت طبيبي عن احتمالية انتظام الدورة بعد الولادة، فقال لي: إنه لن يتبين ذلك إلا بعد مرور عام من الولادة.

وها أنا أتممت عاما على وضعي لطفلي، ولم أحض سوى مرة واحدة بعد انقطاع دم النفاس، وكانت كمية الدم ضئيلة جدا لا تتعدى النقاط البسيطة في كل يوم.

قال لي البعض: إن السبب الرضاعة، حيث إنني أرضع ابني طبيعيا، ولكن الكثيرات أكدوا لي أن الدورة انتظمت لديهم بعد ستة أشهر من الولادة.

فماذا أفعل؟ هل أعود لسابق عهدي بزيارة طبيب النساء كل شهر، وهل أستمر بأخذ الأدوية التي أتعبت جسدي كثيرا، خاصة التنشيط الذي سبب لي خشونة صوتي؟

أسألكم بالله أن تفيدوني في مشكلتي، وأسألكم بالله أن تدعوا لي بالشفاء.

وجزاكم الله عني خير الجزاء.

ملحوظة: أنا لا أتناول أدوية لمنع الحمل، ولكن يستخدم زوجي الواقي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

وأحب أن أطمئنك بشأن ما يحدث معك، فهي مشكلة شائعة جدا بين النساء، وهي قابلة للعلاج بإذن الله تعالى، واحمدي الله -عز وجل- أن جسمك يستجيب وبسرعة للمنشطات، فهذا أمر يعتبر مطمئنا ومبشرا.

ولكن -يا عزيزتي- لا يمكن الحكم الآن على حالتك، كما لا يمكن عمل أي شيء طالما أنك مستمرة بالرضاعة، وحتى لو مضى أكثر من ستة أشهر على ولادتك، فطالما أنك مستمرة بالإرضاع فإن هرمون الحليب سيبقى مرتفعا في الدم، وسيبقى له بعض التأثير على الدورة، ولن ينخفض إلا بعد أن تقومي بالفطام بشكل تام.

كثير من حالات التكيس قد تشفى تماما بعد الحمل والولادة، فتعود الدورة منتظمة، لكن وبنفس الوقت هنالك حالات قد تعود ثانية، وتحتاج إلى تنشيط مجددا من أجل حدوث الحمل.

بعد أن تقومي بفطام طفلك وبشكل نهائي عليك بمراقبة الدورة الشهرية مدة ثلاثة أشهر على الأقل، فإن انتظمت فلا مشكلة -بإذن الله- ولكن إن بقيت منقطعة، أو أصبحت متباعدة فهنا يجب إعادة تقييم الحالة من جديد، وذلك عن طريق عمل تحاليل هرمونية كاملة وشاملة أهمها: LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4-DHEAS، وكذلك تصوير تلفزيوني جديد ومفصل للرحم والمبيضين.

وإن وجد خلل في أي من التحاليل الهرمونية مثل: بقاء ارتفاع في هرمون الحليب، أو خلل في هرمونات الغدة الدرقية مثلا، فيجب علاجه أولا، وإن كانت كل الاستقصاءات طبيعية فهنا قد يكون تكيس المبايض قد عاد ثانية، والخيار بالعلاج سيكون حسب رغبتك في الحمل, فإن كنت راغبة مجددا بالحمل فتنشيط المبيض هو الحل، ويجب أن يتم البدء بحبوب الكلوميد أولا، وإن كنت غير راغبة بالحمل فيمكن علاج التكيس عن طريق حبوب منع الحمل.

نسأل الله -عز وجل- أن يمتعك بالصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً