الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني الأرق فجأة... فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر جميع القائمين على الموقع الذي قدم الكثير والكثير في خدمتنا.
ما سبب الأرق الذي أتاني فجأة ومن غير سابق إنذار؛ حيث إنني ذهبت للنوم وأنا لا أعاني من أي قلق أو خوف، بل ذهبت إلى فراشي وإذا بي أدخل في النوم أشعر بضيق التنفس وأقوم.

علما بأن هذه الحالة تراودني في فترات متباعدة، لا أدري إذا كان السبب هي حركة اعتدت عليها، وهي كل دقيقة وأخرى أسحب الهواء عن طريق الفم، وفي أغلب الأحيان لا تكتمل الحركة معي، مما يشعرني بضيق التنفس.

وقد تقولون إن الأرق ناتج من قلق، فأنا -ولله الحمد- لا أعاني من القلق إلا في بعض الأحيان.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكما ذكرت وتفضلت فإن القلق هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الإنسان يجد صعوبة في بداية النوم، والقلق ليس من الضروري أن يظهر بكل أعراضه، فهنالك ما يعرف بالقلق المقنع، وهي تجربة داخلية ذاتية يعيشها الإنسان من دون أن يستشعرها كاملة من حيث الأعراض، فربما يكون لديك شيء من هذا.

الأمر الآخر: الذي لاحظته أن هذه النوبات تأتيك فجأة وبشعور ضيق في التنفس، هذه ربما تكون نوبات هرع أو هلع، وهي أيضًا قد تكون مع بدايات النوم لدى بعض الناس، وأعراضها دائمًا هو الشعور بالخوف وضيق التنفس وربما تسارع في ضربات القلب.

بدايات النوم أيضًا قد يحدث فيها بعض الأحلام السطحية المزعجة، وهذه الأحلام قد يشعر الإنسان بضيق في التنفس إذا كان محتوى الحلم مطابقا لذلك.

إذن هنالك أسباب كثيرة جدًّا، وحتى تناول الأطعمة الدسمة في وقت متأخر من الليل أو النوم بعد الأكل مباشرة، أو تناول الشاي والقهوة، كلها قد تؤدي إلى اضطراب في النوم وصعوبة في الدخول فيه.

هنالك حالة نادرة جدًّا تعرف باسم (إسليب أبنيا sleep apnea) وهي تقطع واضح في التنفس، يتوقف التنفس للحظات، بعد ذلك يبدأ مرة أخرى، وهذا ربما أيضًا يؤدي إلى يقظة مفاجئة في بعض الأحيان، فلا أعتقد أنك تعانين من هذه الحالة، لكني ذكرتها فقط من أجل أن نكمل الصورة العلمية.

الذي أراه هو أن تحسن صحتك النومية من خلال الآتي:

1) أن تكون مسترخيًا قبل النوم، ولتطبيق تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

2) حاول أن تتجنب تناول الأطعمة الدسمة خاصة في أوقات متأخرة.

3) لا تتناول الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على مادة الكافيين بعد الساعة السادسة مساء، من الأفضل التوقف عن ذلك إذا كنت تقوم بذلك.

4) الحرص على أذكار النوم، وأن تكون في حالة استرخائية، هذا سوف يفيدك كثيرًا ويحسن من نومك.

5) أن تثبت وقت الفراش - هذا مهم جدًّا - بأن يكون لك نمط معين ووقت معين تذهب فيه إلى النوم، هذا يحسن الساعة البيولوجية لديك مما ينتج عنه إن شاء الله نومًا هانئًا وهادئًا.

6) يفضل أن لا تذهب إلى الفراش إلا بعد أن تحس بشيء من النعاس، هذا له فائدة كبيرة جدًّا.

أرجعُ مرة أخرى وأقول لك إن تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، خاصة تمارين التنفس المتدرج، هذه تعلمك كيف تتنفس بصورة صحيحة، وفي نفس الوقت تجهض إن شاء الله نوبات الضيق التي تأتي مع التنفس.

لا أعتقد أنك في حاجة لأي علاج دوائي، طبق الإرشادات السابقة التي ذكرناها، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وإن شعرت أنك في حاجة لأي مساعدة مستقبلية فيمكنك التواصل معنا.

لمزيد الفائدة راجع أذكار وآداب النوم (277975)

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Lina

    منذ شهرين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً