الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتفاخ واضطراب في عملية التبرز... فهل هي من أعراض القولون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من 4 أشهر تقريبا من انتفاخ، يحدث في أوقات متفرقة، وغازات تكثر عند أكل المقليات، وألم في البطن أسفل السرة على اليسار، ويزداد عند الضغط عليه، وصداع أحيانا، وأعاني من اضطراب في عملية التبرز؛ حيث إنني لا أتبرز لمدة تصل إلى ثلاثة أيام متواصلة أحيانا، حاولت أن أرغم نفسي على التبرز، ولكن لا أستطيع، وأثناء التبرز لا أشعر باكتمال التبرز، مع مغص شديد حتى أمشي قليلا، ثم أعود لإكمال التبرز، ولاحظت خروج مخاط مع البراز في الأشهر الأولى.

أرجو الإفادة، ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأعراض التي تشكو منها هي أعراض القولون العصبي، وتكون الأعراض هي آلام وانتفاخات في البطن، مع كثرة الغازات، وإمساك، وقد يشتكي الإنسان أيضا من إسهال، وغازات، وخروج مخاط مع البراز، والإحساس بعد اكتمال إفراغ البراز، ولا يوجد دم في البراز، وعادة الألم لا يكون في الليل أثناء النوم، ولا يوجد نقصان في الوزن.

ومرض القولون العصبي شائع جداً، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة –القولون- فينتج عن ذلك الأعراض التي تم ذكرها.

والأعراض تزداد مع تناول أطعمة معينة، تختلف من شخص لآخر، ولا بد أن الأطعمة التي ذكرتها هي التي تزيد الأعراض، وخاصة الأطعمة المقلية بالزيت، والبقوليات.

وهذه الأغذية التي تزيد من أعراض القولون العصبي، وهي:

- مشتقات الحليب، مثل: الآيس كريم، والزبدة.
- الأطعمة الدهنية، مثل: البطاطا المقلية.
- الشوكولاتا.
- الكافئين.
- المشروبات الغازية.

أما المواد الغذائية التي تخفف من الأعراض، فهي الأغذية التي تحتوي على ألياف، مثل: الخبز الأسمر، والبروكلي، والفاصولياء.

وفي مرض القولون العصبي فإنه لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب، أو جراثيم، أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.

وتتردد الأعراض، فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى، أو تزول لفترةٍ معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية، وغالبا ما يستمر المرض مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، والشيء المطمئن أنه مهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف، أو التهاب، أو سرطان، والعلاج يكون بعلاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق، أو الأطعمة المعينة، فعليك أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لك.

ومن الأمور التي تساعد على التخفيف من الأعراض الاسترخاء، فهذا يُساعدك كثيراً، فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلس في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغل نفسك بأي أمور حياتية، وتفكر في شيء سعيد وجميل، وتغمض عينيك، ثم تأخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا، ويجب أن تملأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسك على الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجه بكل قوة، وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحًا، وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد أنه مفيد -بإذن الله- والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية- خاصة تمارين المشي، أو الجري.

وهناك بعض الأدوية التي تعالج الأعراض فإن كان المريض يعاني من زيادة الغازات فيتناول (دسفلاتيل) ثلاث مرات في اليوم، مع (الموتيفال)، وتحاول أن تتجنب الأطعمة التي تزيد الأعراض.

وبعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي، وفي كثيرٍ من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب، مثل: (الموتيفال) أو (اللبراكس).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً