الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأدوية الإندرال، سلبيريد، لكسوتان تؤثر على الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعودت منذ عام تقريبا وبعد حالات القلق ونوبات الهلع التي كانت تأتيني أن أتناول أنديرال عند الحاجة، مثلاً عند التعب أو السهر أو المشاجرة الكلامية، أو أي شيء يقلقني، وكنت أشعر بعدها برعشة بكل جسمي، وأشعر بأن رأسي يغلي وأتصبب عرقاً وأحس بدوار وكأني سأقع، وعندما أتناول الأنديرال كنت أهدأ وأتحسن نوعا ما مع كوبين من اللبن.

الآن من علي الله بالحمل وأنا الآن في الشهر الثاني، وقد تعرضت لثلاثة مواقف، ولكني لم أتجرأ على تناول الانديرال، حتى أني مرة ذهبت للطوارئ من شدة الدوخة، وكأن ضغطي هبط، فهل بإمكاني تناول الأنديرال عند الحاجة؟

أنا في العادة آخذ حبة واحدة من عيار 10 وتفيدني، فهل هناك من ضرر على الحمل؟ علماً أن هذا حملي الثالث وكنت قد أجهضت مرة واحدة.

أرجوك يا دكتور: ما هو العلاج الإسعافي لحالتي؟

وهل نصف حبة لكسوتان تؤثر على الجنين عند الضرورة أيضا؟

دواء سلبيريد 50 تعالجت به من قبل أيضاً هل يؤثر على الجنين أيضا عند اللزوم لو تناولته؟

قصدت انديرال وسلبيريد ولكسوتان هل تؤثر على الجنين عند الضرورة فقط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن سلامة الأدوية في الحمل هي قضية شائكة جدًّا ومعقدة، وبصفة عامة: فإن فترة تكوين الأجنة –أي الأربعة الأشهر الأولى- لا يفضل فيها استعمال أي دواء إلا إذا كانت هنالك ضرورة قصوى وتحت الإشراف الطبي.

الأدوية الثلاثة التي ذكرتها لا يفضل استعمالها أبدًا في أثناء الحمل، خاصة اللوكستان.

كل مجموعة البينزوديزبانات - والتي ينتمي لها اللوكستان – غير مفضل على الإطلاق، أما عقار سلبرايد فهو أيضًا لا يستحسن استعماله أبدًا لأنه يؤدي إلى ارتفاع في مستوى هرمون البرولاكتين.

أخفها ضررًا هو الإندرال بجرعة عشرة مليجرام، لا أقول لك إنه ممنوع منعًا باتًا، لكن يفضل عدم تناوله، وإذا كانت هنالك ضرورة فأرجو أن تتواصلي مع طبيبة النساء والولادة؛ لأنها هي التي من المفترض أن تقوم بمتابعة الحمل، وتطور نمو الجنين وتكوينه، وذلك من خلال عمل الموجات الصوتية.

لا تنزعجي أبدًا، فكّري في الحمل وفي سلامة الجنين، وهذا في حد ذاته سوف يصرف انتباهك عن القلق وعن التوتر واستعمال الأدوية في هذه المرحلة.

سيكون أيضًا من الجيد أن تتدربي على تمارين الاسترخاء: خذي نفسًا عميقًا وأنت في وضع استرخائي، املئي صدرك بالهواء –هذا الشهيق يكون عن طريق الأنف ويكون بقوة وبطء– بعد ذلك احبسي الهواء في صدرك لفترة ثلاث ثوانٍ، بعدها أخرجي الهواء بكل قوة عن طريق الفم وببطء.

كرري هذا التمرين ثلاثا إلى أربع مرات متتالية، وسوف تجدين أنه قد أجهض نوبة القلق والرعشة التي تنتابك.

هذه النوبات يظهر أنها بسيطة جدًّا، والدليل على ذلك أنك تستجيبين بصورة إيجابية جدًّا لجرعة بسيطة من الإندرال، وهذا قطعًا دليل قاطع على أن الحالة بسيطة، ومجرد التفكير الإيجابي وصرف الانتباه وممارسة تمارين الاسترخاء كما ذكرنا، والتفكير في الحمل، واستقبال المولود إن شاء الله تعالى، هذا كله يساعدك كثيرًا.

في بعض الأحيان إذا صعبت الأمور ولم تستجب لهذه الطرق العلاجية التي ذكرناها يمكن استعمال عقار تفرانيل، والذي يعرف علميًا باسم (إمبرامين) هذا الدواء أثبت سلامته تمامًا في الحمل، واستعماله بجرعة عشرة مليجرام عند اللزوم لا مانع في ذلك، فهو أيضًا من الأدوية الفاعلة جدًّا لعلاج نوبات القلق. هذا من ناحية، وكما ذكرت لك المتابعة والمواصلة مع طبيبة النساء والولادة أفضل.

أما بالنسبة للسلبرايد واللوكستان فلا بد من تجنبهما تمامًا في مرحلة تكوين الأجنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق د.محمد الزيدي

    جزاك الله خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً