الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتمعت علي أمراض كثيرة وإجهاض ولا أعلم ما الأسباب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ ثمان سنوات، ولدي بنتان، وتنهال الأمراض علي من كل صوب - والحمد لله - بعد ابنتي الأولى حملت مرتين بالحمل العنقودي، وأجهضت في الشهر الرابع، بعدها حملت ببنت، ولكن كثر الماء عليها، وكانت ولادة قيصرية في أول أسبوع في التاسع، وبعدها بسنتين حملت، وفي الشهر الثاني جاءتني جلطة في الرجل اليسرى! وتابعت على إبر الكليكسان إلى الشهر الثامن، ومن بعد الشهر الثامن التهبت المرارة، وأعطوني إبر المورفين لتهدئة الألم، وبعدها بيوم ارتفع الضغط وتسمم الجنين وتوفي، والولادة طبيعية.

بعد اليوم الثالث وبعدما خرجت بشهر عدت للمستشفى، وعملت عملية المرارة، وبعد شهر انشدت أعصاب يدي لدرجة الإقفال، وقالوا عندي رومايتد في الدم، وصرف لي البلاكولين، وبعدها بشهر تقريبا طلع عندي كيس على المبيض الأيمن وكان صغيرا، وخلال 3 أشهر كبر لدرجة 12 في 8 - والحمد لله - استأصلته.

أنا الآن أستخدم البلاكو لين والاسبرين، وحامض الفوليك، ولكني أعاني من الوهن الشديد والهزال، حتى قوامي لم يعد كالسابق!

أريد حلا، وأريد مانعا للحمل يناسبني، وأريد دواء يجعلني سمينة نوعا ما، حتى صدري كأني رجل! والله حالتي النفسية شبه منعدمة.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هوني عليك يا عزيزتي, فالأصل في هذه الحياة المتاعب، والسرور فيها أمر طارئ, والدنيا بالأساس هي دار ابتلاء وامتحان, فالإنسان مبتلى بالموت والمرض, بالمال والولد, وصدق الله العظيم حين حذرنا في محكم كتابه بقوله: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).

الله عز وجل أخبرنا بأننا سنبتلى, لكن وبنفس الوقت دلنا على المنهج الصحيح لنتعامل مع هذا الابتلاء, ألا وهو الصبر, فالصبر هو نصف الإيمان, ووحدهم الصابرون سيجزون أجرهم بغير حساب يوم القيامة, فعليك بالصبر مهما حدث, واحمدي الله عز وجل على كل حال, وعليك بتذكر النعم الكثيرة الأخرى التي حباك الله بها، ويتمناها غيرك.

إنك قد عانيت وما زلت تعانين, ولم أقصد أن أقلل من معاناتك وصبرك, ولكنني قصدت أن أشد على يدك لتستمري, فهذه المعاناة لن تضيع عند الله، بل سيرفع بها درجاتك إن شاء سبحانه, وأدعوك إلى التفاؤل، فقد يحمل لك المستقبل الكثير مما يرضيك ويعوضك، والله عز وجل قادر أن يمن عليك بالشفاء في أي وقت .

بالنسبة لحالتك فإن لديك نوعا من اضطراب المناعة الذاتية, وفي هذه الأمراض يصبح الجسم غير قادر على التعرف على بعض أنسجته السليمة, فيقوم الدم بتشكيل أجسام ضدية، تجول وتنتشر في الدم، ومن ثم تهاجم هذه الأنسجة السليمة أصلا فتخربها.

هذا النوع من الأمراض قد يسير باتجاهات مختلفة, فقد يستمر على ما هو عليه لفترات طويلة, أو قد يمر بفترات هجوع وفترات نشاط, وفي بعض الأحيان قد يشفى تماما - بإذن الله تعالى - من تلقاء نفسه, لذلك أدعوك أن لا تقنطي من رحمة الله عز وجل.

عليك بالاستمرار مع طبيب أو طبيبة الباطنية لمتابعة العلاج وضبط الجرعات بناء على تطور الحالة, وهنالك الكثير من العلاجات التي تفيد في مثل حالتك .

أنصحك بالاهتمام بالتغذية وتناول طعام يكون غنيا بالبروتينات النباتية، وخاصة الحبوب (الحمص والعدس والفول)، وكذلك الإكثار من الفاكهة والخضار الطازجة، كما أن النوم لساعات كافية يوميا يزيد من مناعة الجسم، ويحسن من شهيتك, وأنصحك بتناول نوع من أنواع الفيتامينات المشتركة المعروفة مثل(السنتروم CENTRUM) حبة يوميا.

بالنسبة لمانع الحمل ففي مثل حالتك لا أنصحك بحبوب منع الحمل الثنائية الهرمون, كما لا أنصحك باستخدام اللولب, والخيارات التي أمامك ليست كثيرة للأسف, وأحسنها هي أن يقوم زوجك باستخدام العازل الذكري, مع الابتعاد عن أيام الخصوبة في الدورة الشهرية، كما يمكنك استخدام حبوب منع الحمل الأحادية الهرمون فقط، مثل حبوب ( السيرازيت) وهي نفس الحبوب التي تستخدم في الإرضاع, ولكن عليك بعدم الحكم سريعا عليها، بل الصبر لبضعة أشهر حتى يتأقلم جسمك عليها.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً