الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأفضل تحمل نوبة القلق أم استعمال الأندرال؟ وهل يؤثر على الجنين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستفسر لأرتاح نفسيا, هل نوبة القلق أو الهلع التي تأتيني بين الفينة والأخرى خطرة على الجنين؟ فأنا حامل بالأسبوع السابع, وهذا حملي الثالث, وهل تناول حبة إندرال عند الشعور بالحاجة لها خطرة؟ وهل الأفضل أن أتحمل النوبة من: خفقان القلب, والدوخة, والرعشة بكل الجسم, وهبوط الضغط التي تستمر من ساعة لساعتين أم الأفضل أن أتناول حبة إندرال؛ لأني كنت قبل الحمل أتحسن بعدها وأرتاح؟

وهل الأندرال يؤثر على نوعية الولادة إن كانت طبيعية أو قيصرية؟ وما هو سبب هبوط الضغط الفجائي, والدوار, والتعرق الفجائي من أول حملي؟ وهل هو من الحمل؟

مع العلم أني أول مرة تحدث لي هذه الأعراض في حملي أم هي نوبة قلق فجائي؟ وكيف أسعف نفسي خاصة أن كل تحاليلي سليمة -ولله الحمد- الغدد, والدم, والقلب؟

شكراً لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أفضل علاج للقلق هو أن يعرف الإنسان أن القلق هو نوع من الوجدان الطبيعي جداً، وقد يزداد في بعض الأحيان, لكنه لا يسبب أي خطورة على الإنسان, حتى وإن كان مزعجاً، هذا علاج أساسي، ونحن نسميه تغير المفاهيم, أو بناء ثوابت جديدة حول مفهوم القلق، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى بالنسبة للحمل: أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك, وأن يرزقك الذرية الصالحة، وأقول لك من الأفضل تجنب تناول الأدوية في فترة تخليق الأجنة, وهي الثمانية عشر أسبوعا الأولى من الحمل, وهذا يعني أنه تعدى الشهر الرابع, ونكون قد دخلنا في مرحلة الأمان, وخلال هذه المرحلة لا مانع من استعمال الأدوية.

الأندرال نسبياً من الأدوية السليمة حتى في أثناء الحمل, لكن أنا دائماً أفضل أن نلجأ إلى أفضل أنواع الاحتياطات, وأقول لك: اصبري, ولا تتناوليه إلا بعد انقضاء فترة الأربعة أشهر الأولى، والأندرال لا يؤثر أبداً على نوعية أو طريقة الولادة: طبيعية كانت, أو قيصرية, وهو دواء بسيط جداً، وأفضل أنواع العلاجات لك الآن هو التغير الفكري المعرفي الإيجابي, تعاملي مع القلق على أنه أمر طبيعي, وأنه ليس خطيرا، وإن كان مزعجا، وهذا يكفي تماماً, كما أنك إذا اعتمدت كثيراً على تمارين التنفس الاسترخائي, وهي ذات فائدة كبيرة، فإنها ستكون ذات فائدة لك, ويمكنك أن تضجعي على السرير وتحاولي أن تكوني في وضع استرخائي، وتأملي في شيء طيب وجميل وأغمضي عينيك, وافتحي فمك قليلاً, وبعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلئ بالهواء, أمسكي الهواء قليلاً في الصدر حتى تعطي الأوكسجين الفرصة للانتشار في جميع أنحاء الجسم, وبعد ذلك أخرجي الهواء بكل بطء وقوة عن طريق الفم، كرري هذا التمرين ثلاث أو أربع مرات متتالية, وسوف تجدين فيه نفعا كبيرا جداً.

نوبات الهلع أو الهرع أو القلق لا تؤثر على الجنين، دار الكثير من البحوث حول هذا الموضوع, واختلفت الآراء, ولكن الرأي الأرجح هو أنه لن تحدث -إن شاء الله تعالى- أي انعكاسات سلبية على الجنين، وبالنسبة لسبب هبوط الضغط المفاجئ, والتعرق, فهذا يعرف إذا عرفت أن النوبات النفسية الحادة -ومنها الهرع- تؤثر على الأجهزة العصبية اللاإرادية في الجسم, وهذا قد ينتج عنه تباطؤ في ضربات القلب, وانخفاض ضغط الدم, وشيء من التعرق, وهذا يعتبر ظاهرة فسيولوجية سليمة, وليست خطيرة أبداً، وحين تحدث فكل الذي يطلب من الإنسان أن يستلقي, أو يضطجع على السرير, ويمكن أن ترفع أرجل السرير من جهة القدمين, وهذا يجعل انسياب الدورة الدموية للدماغ أسهل وأفضل، وعلى ضوء ذلك تنتهي الحالة تماماً.

كما أن تمارين الاسترخاء تمنع -إن شاء الله تعالى- حدوث مثل هذه النوبات، بالنسبة للعلاقة ما بين الحمل وهذه النوبات فأعتقد أن الصدفة قد لعبت دوراً في ذلك, لا نستطيع أبداً أن نقول إنه يوجد رابط نفسي, أو رابط فسيولوجي, على العكس تماماً فإن من المعروف أن فترات الحمل -خاصة الحمل المرغوب فيه- تكون فترة استقرار نفسي بصفة عامة، هذه الأسس التي يتم التعامل مع مثل هذه الحالات، وأعتقد أنك إذا اقتنعت أن الحالة ليست خطيرة فهذه أطيب طريقة إسعافية، وتطبيق النصيحة حول الاستلقاء ورفع السرير فيها فائدة كبيرة -إن شاء الله تعالى- كما أن تمارين الاسترخاء ذات فائدة كبيرة جداً.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً