الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اللسترال سبب لي الخمول والكسل.. فهل أنتقل إلى الأوروريكس؟

السؤال

الدكتور الفاضل / محمد عبد العليم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك، وتكون صدقة جارية لك.

أنا أستخدم دواء اللسترال للرهاب، ولكن ككل الأدوية من هذه الفصيلة لها آثارها الجانبية وأبرزها الخمول والكسل، ومن خلال البحث في كل الأسئلة الواردة في هذا القسم، والتي قمت مشكورا بالإجابة عليها، وجدت مقارنة بين دواء اللسترال ودواء الأوروريكس في استشارة رقم 268666 فوجدت أنهما متقاربان، ولكن الأورويكس أفضل من ناحية الآثار الجانبية على الأقل بالنسبة لي، خاصة الخمول والكسل الذي أثر في عملي، فهل تنصحني بالانتقال للأوروريكس؟

أرجو منكم مشكوراً التفصيل بالكيفية والجرعة والمدة، وإذا كان عيب الأوروريكس فقط تناول جرعات متعددة في اليوم فلا مشكلة عندي في ذلك، وهل يجب أن تكون هناك فترة انقطاع لمدة أسبوعين بين الدواءين؟

شكراً جزيلاً لك، وجزاك الله كل خير على تفريج كرب المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن موضوع الشعور بالخمول والكسل بعد تناول بعض الأدوية النفسية هي ظاهرة نشاهدها لدى بعض الناس، ولم تفسّر أبدًا لماذا يكون البعض لديه القابلية والاستعداد لهذا الخمول، والبعض الآخر لا يحسون أبدًا بنوع من الخمول! بل على العكس تمامًا هناك من يأتي ويقول إن الدواء قد قلل من نومي وأحس بأنني أكثر يقظة من ذي قبل، ويظهر أن التفاوتات الشخصية هي التي تلعب دورًا في هذا الموضوع.

بالنسبة لأورويكس: أقول لك نعم، يعرف عنه أنه دواء لا يؤدي إلى الكسل أو الخمول تقريبًا لدى جميع الناس، والدواء فاعل وممتاز في علاج الرهاب الاجتماعي، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهو محايد جدًّا فيما يخص الرغبة الجنسية، بمعنى أنه لا يقلل ولا ينقص ولا يزيد الرغبة، كما أنه لا يؤثر على القذف لدى الرجال، وهذه قد يكون أمرًا إيجابيًا جدًّا.

الجرعة كما تفضلت وذكرت هي جرعة متعددة، والجرعة القصوى هي 600 مليجرام في اليوم، ويفضل أن تكون البداية بحبة واحدة 150 مليجرامًا يوميًا، يتم تناولها صباحًا ومساءً لمدة أسبوع، بعد ذلك ترفع إلى حبة واحدة كل ثمان ساعات -أي ثلاث مرات في اليوم- وهذه الجرعة من وجهة نظري سوف تكون كافية جدًّا.

الاستمرار على هذه الجرعة يكون على الأقل لمدة ستة أشهر، لكن إذا لم تحس بفائدة حقيقية بعد مضي شهرين من تناول الدواء فهنا قد يكون الدواء غير مفيد، ويتم التوقف عنه، ولا يتطلب التوقف عنه التدرج، إنما يمكن التوقف عنه مباشرة، لكن يفضل – وذلك حتى نحيّد التأثير النفسي – أن تخفض الجرعة إلى حبتين لمدة أسبوع، ثم تخفض إلى حبة واحدة لمدة يومين أو ثلاثة، ثم يتم التوقف عنه. هذا أفضل.

أما من الناحية العضوية والفسيولوجية فالدواء ليس له ارتدادات سلبية في حالة التوقف المفاجئ عنه.

إذا انتفعت من الدواء – كما ذكرت – استمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا النوع من التدرج ليس متعلقًا بالأعراض الانسحابية أو سلامة الدواء، إنما القصد والهدف منه هو أن نضمن أن جرعة الاستمرارية أو الجرعة الوقائية قد امتدت.

سؤالك: هل يجب أن تكون هنالك فترة انقطاع لمدة أسبوعين بين الدواءين؟ هذا أفضل، وإن لم تكن ضرورية لكنها أفضل، وهي نوع من التحوط الإيجابي جدًّا، قم بالتوقف التدريجي، وبعد ذلك يمكن أن تبدأ في تناول الأورويكس بعد مضي عشرة أيام لمدة أسبوع أو أسبوعين في أقصى الأحوال.

أود أن أنبه فقط أن الأورويكس الآن لا يتواجد في جميع الدول، ربما يكون متوفراً لديكم في المملكة العربية السعودية، لكن في كثير من البلدان غير موجود.

أيضًا يجب أن تهتم كثيرًا بالعلاجات السلوكية للرهاب الاجتماعي، فالعلاج السلوكي يدعم العلاج الدوائي، وهو ذو فائدة أيضًا كوسيلة وقائية أكثر من الدواء؛ لأن الدواء حين يتم التوقف عنه ربما تحدث انتكاسات إذا لم يكن هنالك اهتمام بالجانب السلوكي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً