الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول الزيروكسات لعلاج القلق الاكتئابي وأخشى من آثاره، افيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 28 عاما متزوج، وأعمل مهندس إلكترونيات، قلق بطبعي وكثير التفكير.

تعرضت في حياتي على مدى الخمس سنوات الأخيرة إلى ثلاث نوبات اكتئاب، ولكني بحمد الله استطعت التغلب عليها والعودة للعيش بشكل طبيعي، ولكن وقبل شهر تعرضت إلى ضغوط كبيرة في الحياة الزوجية وفي العمل.

كنت دائم التفكير والقلق خلال هذه الفترة، فبدأت أحس بشعور من الملل، وتعكر المزاج والتوتر، وأحس بأني شارد الذهن ولا أستطيع أن أركز وفاقد الاهتمام بالعمل وبالأمور الأخرى، كثير التفكير بنفسي وأتساءل بكثرة: لماذا أنا على هذه الحال؟! كما أشكو من عدم القدرة على النوم، ومن أحلام مزعجة وحتى لو أنام فإن النوم يكون متقطعاً وغير مريح، حيث أستيقظ متوتراً جداً، ولا أستطيع العودة إلى النوم.

ذهبت في الأمس إلى العيادة النفسية، وشرحت حالتي إلى الدكتور فأخبرني بأن عندي حالة قلق اكتئابي، وطمأنني بأن هذه الحالة بسيطة، ويمكن علاجها بسهولة، وكتب لي أدوية، وأخبرني بأنها بسيطة وآمنة، وهي سيروكسات CR 25 مرة واحدة ليلا، ودوجماتيل 100 ليلا وطلب مني أن أراجعه بعد عشرة أيام.

أتمنى أن تنصحوني، هل صحيح هذه الأدوية سليمة وآمنة بهذه الجرعة؟ وهل أستطيع تناولها وتركها بعد انتهاء الحالة -بإذن الله/؟ حيث أني متخوف جداً من هذه الأدوية مما سمعته عن آثارها الجانبية، وصعوبة تركها، وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bodi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

نشكرك على رسالتك الواضحة، ونقول لك: نعم إن هذه الأعراض التي تنتابك من وقت لآخر هي مؤشر على أنك تعاني من درجة بسيطة مما يسمى بالقلق الاكتئابي، والقلق هو طاقة نفسية مطلوبة، إذا لم نوجهها في الاتجاهات الصحيحة تتحول إلى قوة معاكسة، والقلق يوجه بصورة صحيحة بأن نكون أكثر فعالية، أن ندير وقتنا بصورة جيدة، وأن نمارس الرياضة، وأن نبني الفكر الإيجابي الذي من خلاله يعيش الإنسان حاضره بقوة ومستقبله بأمل ورجاء.

انظر إلى حياتك سوف تجد فيها الكثير من الخير والكثير من الإيجابيات، وهذا يجب أن يكون دافعًا لك للتخلص من الاكتئاب والقلق، ويجب أن نعرف أن القلق دائمًا هو زاد من يريد أن ينجح.

الرياضة ذات أهمية كبيرة جدًّا لتقوية النفس قبل الأجسام فأرجو أن تكون حريصًا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية كثيرة جدًّا ومتشعبة، ونستطيع أن نقول إنها متقاربة لدرجةٍ كبيرة ومعظمها مفيد -بإذن الله تعالى-.

العلاج الرئيسي الذي كتبه لك الطبيب هو الزيروكسات CR25، هو دواء جيد جدًّا لعلاج القلق والمخاوف والتوترات والوساوس وكذلك الاكتئاب، والذي أراه أن هذا الدواء مناسب جدًّا، لكن ربما يكون من الأفضل أن تبدأ بجرعة 12.5 مليجرام، هذه الجرعة كجرعة تمهيدية ربما تجعلك أقل عرضة للآثار الجانبية للدواء، وإن كانت هذه الآثار قليلة، وبعض الناس يتحمل هذه الجرعة – أي 25 مليجرام – دون أي صعوبات، فإن بدأت بـ 12.5 مليجرام فاستمر عليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى 25 مليجرام يوميًا، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك خفضها إلى 12.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن العلاج، والستة أشهر هي أقل مدة علاجية في مثل هذه الحالات، والجرعة على العموم هي جرعة بسيطة.

بالنسبة للدوجماتيل والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) هذا يمكن أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

إذن: الزيروكسات هو العلاج الأساسي، والدوجماتيل هو العلاج المساعد، وأنا أؤكد لك أن هذه الأدوية سليمة وآثارها الجانبية قليلة جدًّا. ربما تزداد شهيتك نحو الطعام، وإن حدث لك شيء من هذا ولك مخاوف من السمنة فحاول أن تُكثر من ممارسة الرياضة، وأن تتحكم في نوعية الأطعمة التي تتناولها.

بالنسبة للصحة النومية، فإنها تحسّن أيضًا من خلال الرياضة كما ذكرنا، وتجنب النوم في أثناء النهار، وأن تبتعد عن تناول الشاي والقهوة والمنبهات الأخرى كالبيبسي والكولا والشكولاتا في فترة المساء، وأن تمارس تمارين الاسترخاء فهي مهمة أيضًا، كما أن أذكار النوم هي من الأمور الضرورية والأصلية التي يجب أن لا ينساها المسلم أبدًا.

حاول أن تكون في مزاج استرخائي قبل النوم، وتشرب الحليب الدافئ، فهو أيضًا جيد ويساعد على النوم، وأن تثبت وقت الفراش –هذا مهم جدًّا – بعض الناس يتأرجحون جدًّا في وقت نومهم، فتجده مرة يذهب للنوم في الساعة العاشرة، ومرة أخرى في الساعة التاسعة، ومرة ثالثة عند الساعة الواحدة صباحًا، وهذا يخل كثيرًا بالساعة البيولوجية لدى الإنسان، ويجعل نومه غير آمن وغير مريح.

ولمزيد الفائدة راجع:

العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )

العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، واطمئن تمامًا للأدوية، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً