الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهلع والخوف من الموت ... كيف أتخلص منهما؟

السؤال

أنا شاب في السابعة والعشرين من العمر، أصابتني منذ فترة نوبات هلع فبدأت بأخذ ديورازاك (90) وسيروكسات (25) وأخذت حالتي تتحسن ولم أصب بنوبة هلع منذ فترة، لكني أصبحت أخاف من الموت، لا أعرف لماذا! وقبل أن أكتب هذه الرسالة أصابتني نوبة هلع مرة واحدة.

من فضلكم أريد حلاً، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed solayman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعرف عن نوبات الهلع والهرع أنها قد تتكرر وقد تأتي للإنسان من وقت لآخر، لكن في ذات الوقت هذه النوبات الارتدادية – كما تسمى – غالبًا يكون وقعها على الإنسان بسيطا جدًّا؛ لأن الإنسان قد عرف طبيعتها وتفهمها، والنوبات اللاحقة دائمًا تكون أقل حدة من النوبات الأولى.

هذا لا يعني أن هذا المرض لا يمكن اقتلاعه أو لا يمكن أن يختفي، كلا .. فالذي أقصده أن النوبات البسيطة التي تحدث يجب أن لا تكون مزعجة، ومن تخف نوباته في حدتها أو تتباعد في أزمنتها نعتبر أنها قد تطبع على الحالة، وقد شُفي بفضل من الله تعالى، فلا تنزعج لهذه النوبات التي قد تحدث من وقت لآخر، لكن في نفس الوقت تعلم الآليات التي تجهضها وتتخلص من خلالها من هذه النوبات، وأهم الطرق هي تمارين الاسترخاء، من الطرق الجيدة والبسيطة جدًّا، فأرجو أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

الخوف من الموت يجب أن لا يزعج الإنسان كثيرًا، لأنه أمر فيه الجانب الطبيعي والموضوعي، يعني الموت مخيف ومخيف لكل إنسان، لكن الخوف حين يكون خوفًا مرضيًا تجد أنه غير مبرر، يجب أن نقول للناس: أنه يجب أن يتذكر الإنسان أن الخوف من الموت أفضل طريقة لعلاجه هو أن يفهم الإنسان أن هذا الخوف ليس دليلاً أنه سوف يموت الآن، لأن الخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان ولا يؤخره أبدًا، إذن التفكير يكون على هذه الخطى، وعليك بالاستغفار، وعليك بالدعاء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فحقيقة أنا لا أعرف لماذا أنت تتناول البروزاك طويل الأمد، والزيروكسات في نفس الوقت، هل نصيحة طبيب أم شيء قد سمعته من معالج؟ أنا أفضل مثل هذه الخلطات الدوائية بالرغم من أني لا أقول أنها ممنوعة، لكن لماذا يتناول الإنسان الأسبرين والبنادول في نفس الوقت؟!

الزيروكسات هو العلاج الأفضل وهو العلاج الأنجع، ولا أعتقد أنه يوجد داعٍ للديروزاك، لكن إذا وصفه لك الطبيب فيجب أن ترجع إليه، هذا من الشروط المهنية الصحيحة، ارجع إلى الطبيب وناقشه في هذا الأمر، وأوضح له هذه النوبة التي أصابتك، ربما يوقف الديروزاك ويرفع جرعة الزيروكسات قليلاً، يجعلها 37.5 مليجرامًا مثلاً لمدة شهر، بعد ذلك ترجع إلى جرعة 25 مليجرام، أو ربما يعطيك دواء آخر بسيطا، مثل عقار فلوناكسول أو عقار رزبريادون بجرعة واحد مليجرام كإضافة للزيروكسات، وهنالك أيضًا السبرالكس الذي يعتبر دواءً مميزًا في علاج نوبات الهرع والهلع، خاصة المرتبطة بالخوف من الموت.

فإذن أمامك حلول كثيرة، وكلها حلول جيدة، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً