الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق في التنفس وتشنجات وتسارع دقات القلب كيف أتخلص منها وأرجع كالسابق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله,,,

يا دكتور: أنا قبل فترة كنت ببيت جدتي وجاءتني حالة غريبة: ضيق بالتنفس شديد، ثقل باللسان, مع ضربات في القلب, وبرودة بالأطراف, أخذني أهلي للمستشفى وعملت مجموعة تحاليل وأشعات والحمد لله كل شيء طبيعي.

مع العلم أني كنت طيبة وبخير، ولا أعاني من شيء, وفجأة جاءتني هذه الحالة, حينها خِفتُ, وقلت هذا الموت، رجعت للبيت وتعبت بعدها بشكل فظيع, مكثت أسبوعين وأنا تعبانه جدا، توتر, وقلق, وخوف، وأنتظر رجوع الحالة لي، بعدها جاءتني نفس الحالة، لكنها كانت أشد حيث إن أطرافي تشنجت، وصارت ثقيلة, لا أقدر على تحريكها, ذهبت للمستشفى وقالوا: لابد أن تعرضي على دكتور نفسي أهلي، رفض أهلي أن أذهب للدكتور, ذهبت وتعالجت عند شيخ, تحسنت -الحمد لله- لكني مازلت أفكر بأن الحالة سترجع لي, أخاف أن أنام، نومي متقطع, وكله أحلام ، وتأتيني حالة بكاء إلى أن أُرجِّع كل الذي ببطني.

مع العلم أن شهيتي انعدمت, وصرت لا آكل شيئا, أنا خائفة على نفسي، لا أريد أن أفكر, تعبت, أريد أن أرجع كالسابق، كنت مرتاحة، واللهِ إني صرت أخاف من كل شيء.

بالنسبة للنوم: أقول بنفسي إذا نمت فلن أقوم، وأخاف من الصلاة، ولا أحب أن يطرق أحد علي الباب، أخاف وأقول بنفسي لماذا اتصل بي, من الممكن أن يحدث لي شيء بعدها، أفكاري كلها تشاؤم عكس السابق, كنت لا أفكر بالحزن والتشاؤم, ساعدني أبقاك الله, أنا أريد أن أنسى, ولا أريد أن أفكر نهائيا, حاولت، ومازلت أحاول، وما فقدت الأمل، أريد أن أركز في دروسي, تركيزي صار ضعيفا حتى عندما يكلمني أحد لا أدري لماذا لا أقدر أن أركز في كلامه؟

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

موضوعك -إن شاء الله- بسيط جداً, وإن كان قد سبب لك الإزعاج، وصفك في الرسالة واضح ودقيق جداً، وعلى ضوء ذلك نقول: إن الحالة الحادة التي أصابتك حين كنت في بيت جدتك نسميها بنوبات الهلع أو الهرع, وهي بالفعل تتميز بضيق مفاجئ في التنفس، وتسارع في ضربات القلب, وبرودة في الأطراف, وربما كتمة في الصدر, والشعور بأن الموت آتٍ في تلك اللحظة, هذه نوبة هرع، وصفك مثالي جداً.

الهرع في الأصل: نوبة قلق حادة, لا تعرف أسبابها بالضبط, لدى بعض الناس قد تكون التوترات السابقة, أو الاحتقانات النفسية هي السبب, أو شخصياتهم ربما تلعب دورا في ذلك, الإنسان الحساس أكثر عرضة لمثل هذه النوبات، الذي حدث لك بعد ذلك هو ما نسميه بالقلق التوقعي, أصبحتِ في حالة خوف, وفي حالة هرع من أن هذه الحالة سوف تتكرر, وحدثت لك نوبة ثانية, وهذه أكدت الجانب الوسواسي القلقي حول المستقبل, وظهر عندك اضطراب النوم, وضعف التركيز, والشعور بالكدر والتشاؤم ,وهذه كلها -أيتها الابنة الكريمة- هي التطورات الطبيعية لنوبات الهرع والهلع, وهو نوع من القلق النفسي.

أتمنى أن تتفهم أسرتك حالتك, فهي بسيطة جداً, لكنها تحتاج إلى المساعدة الطبية النفسية, وأنت لست مرضية نفسية, هذه مجرد ظاهرة, هنالك أدوية بسيطة جداً مثل عقار سبرالكس (Cipralex), والاسم العلمي هو استالوبرام (Escitalopram), العلاج مفيد ومهم في علاج مثل هذه الحالات، كما أن ممارسة تمارين الاسترخاء ضرورية.

حاولي أن تتجاهلي هذه الأعراض بقدر المستطاع, فهذا فيه فائدة كبيرة جداً، ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، إدارة الوقت بصورة جيدة وصحيحة هذه كلها -إن شاء الله تعالى- إذا طبقتها وتناولت الدواء فسوف ترجعين إلى وضعك الطبيعي, وتحسين بالراحة والسعادة -إن شاء الله تعالى- وتنتهي هذه النوبات.

إذن تكلمي مع أسرتك الكريمة بهذا الخصوص، كما ذكرت لك الدواء المطلوب يعرف باسم سبرالكس (Cipralex), والاسم العلمي هو استالوبرام (Escitalopram) والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جداً, وهو أن تبدئي بــ(5) مليجرامات يومياً -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرامات- هذه الجرعة الصغيرة هي جرعة البداية, والجرعة التمهيدية, استمري عليها لمدة عشرة أيام، وبعدها ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة أي (10) مليجرامات يومياً, واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر, ثم خفضي الجرعة مرة أخرى إلى نصف حبة (5) مليجرامات يومياً لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً ، ونؤكد لك أن الحالة بسيطة جداً, وإن شاء الله تعالى بتطبيقك لما ذكرناه لك من إرشاد, وتناول الدواء سوف تتحسن حالتك جداً، وأنا حقاً أفضل أن تقابلي الطبيبة النفسية.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً