الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب طيب القلب لكنه يختصم مع أبيه فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة متخرجة من الجامعة, عمري 25 سنة, من أسرة محترمة, تقدم لخطبتي صاحب أخي عن طريق أخته, وأنا أعرفها معرفة بسيطة، وهي من اتصلت بي وخطبتني، وقالت: إن أخاها طيب القلب، ويعمل بوظيفة لو وجد أفضل منها فسوف يغيرها لأنها متوسطة الدخل، وهم من عائلة محترمة وطيبة، وعندما سألت أخي عن صاحبة قال: إنه ليس أهلا للزواج؛ لأنه لا يلبس ثوبا, وإنما يلبس فقط (البناطيل) كذلك يتخاصم أحيانا مع أبيه، ويترك البيت يومين ثم يعود، وله أصحاب سيئون من جميع النواحي، كما يجلس مع أناس طيبين ومحترمين، وأحيانا يأتي ومعه أشياء سيئة.

ولكنه طيب القلب, مثابر في الحياة، وأنا استخرت وأحس براحة شديدة، ولكن أخي يقول لي أنت سوف تجلبين الإهانة لنا بهذا الزواج، وأخت هذا الشاب أعطتني مهلة شهرين، وأنا لا أعرف ماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الماسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.

نحن نشكر لك ثقتك فينا, وتواصلك معنا، ونصيحتنا لك أن لا تتعجلي بالموافقة على هذا الشاب حتى تطلبي من محارمك غير هذا الأخ، أن يشاركوك الرأي، فنصيحتنا لك أن تعرضي الأمر على أبيك -إن كان موجودًا- وعلى أكثر من شخص من المحارم، وتطلبي منهم التعرف على هذا الشاب والسؤال عنه والبحث عن أحواله، فمجرد ما ذكره الأخ -من لبسه للبناطيل- ليس كافيًا لرفضه إذا كان مستقيمًا في دينه, محافظًا على فرائض الله تعالى، ولديه القدر المعقول من الأخلاق التي يصلح بها للزواج، فوصية النبي صلى الله عليه وسلم التي نحفظها جميعًا أن نختار من يُرضى في دينه وخلقه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) لأن الحياة الزوجية تسعد بهذين الجانبين في الزوج، فالدين يحول بينه وبين ظلمه لزوجته، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها، وبذلك تطيب الحياة.

فاحرصي -بارك الله فيك- على إشراك من حولك من العقلاء من محارمك، ولا شك بأن لديهم القدر الكافي من الحرص على مصالحك، وأبواك أعرف بالناس منك, وأدرى بالحياة وأهلها، ومن ثم فلا تُهملي أبدًا رأيهم واستشارتهم، واستخيري الله سبحانه وتعالى، وأكثري من دعائه بأن يقدر لك الخير حيث كان، واعلمي بأن قدر الله عز وجل نافذ لا محالة، فإذا رأيت ما يدعوك إلى القبول به بعد المشاورة فإن هذا هو الذي كتبه الله تعالى، وإذا ظهر لك وبان أنه لا يصلح لنقص في دينه, أو لعدم صلاح في أخلاقه، فالخير كل الخير في أن تصرفي النظر عنه، وسيجعل الله عز وجل لك مخرجًا.

ونوصيك بتقوى الله, وكثرة الاستغفار؛ فإن الاستغفار من أعظم الأسباب في جلب الأرزاق، كما أخبرنا بذلك ربنا في كتابه، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك, وتسكن إليه نفسك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً