الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقوق الأبناء بين ضياعها واستعباد الوالدين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي عن الأبناء: أين ما اتجهت لا أجد أحدا إلا ويتحدث عن حقوق الوالدين؛ دون أن يتطرق أحد لحقوق الأبناء, وكأنهم ليس لديهم حق في الخطب على المنابر في معظم الأماكن تقريباً.

كما تحولت حقوق الوالدين إلي نوع من الاستعباد لهم, فهم مقيدون في كل شيء, ليس لهم رأي, وليس لهم حرية اختيار حتى في قراراتهم الشخصية, وعندما يريدون أن يعرفوا لماذا يجب عليهم ذلك؛ يتم الرد عليهم بأنهم صغار ولا يفقهون, ويتعرضون لشتى أنواع الإهانات اللفظية والجسدية.

أين حقوق الأبناء؟ ولم هي ضائعة؟ هل يستحق أن يسمى هؤلاء بوالدين حقا؟ ولماذا لا يكون لدينا منظمة في مجتمعاتنا العربية المتخلفة جدا -ونحن نطبق الإسلام والذي قد يكون بعيدا في كثير من أمور حياتنا- لحماية الأطفال من الأهل وتحافظ علي حقوقهم ؟

أتمنى أن أجد جوابا لديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهير الصديق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

شكراً على تواصلك معنا والثقة فينا, كما أشكرك على صراحتك وعلى فكرك النير.

ديننا الإسلامي لم يهمل شيئا في هذا الوجود, حتى الحيوان أعطاه حقوقه، فما بالك بالإنسان الذي كرمه وخلقه في أحسن تقويم؟ وكما أن للآباء حقوقا فإن للأبناء حقوقا يجب أن تعطى لهم دون أن ينقص منها شيء.

إن أول حق للأبناء يبدأ في اختيار أمهم، التي من خلالها يخرج النسل، ثم يليها حقوق التسمية الحسنة، وحقوق الرعاية والتربية والتعليم والأدب، وأن يتعاهدهم، وأن يحرص على وقايتهم مِن أسباب الهلاك والعَطَب في الدنيا والآخِرة.

وقد جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, يشكو عقوق ابنه، فأمر عمر رضي الله عنه بالابن فحضر، وسأله عمر عن ذلك فقال الابن: يا أمير المؤمنين قل لي قبل ذلك ما حق الابن على والده؟ قال له عمر: أن يختار له الأم الصالحة, وأن يحسن تسميته, وأن يحسن تأديبه أو تعليمه، فأجاب الابن: ولكن أبي ما فعل شيئا من ذلك! فقد اختار له جارية سوداء لا تعرف من الإسلام شيئا، ولقد سماني جعلا (خنفساء) وما علمني شيئا لا في أمور ديني ولا دنيتي .... فقال عمر: لقد عققت ابنك صغيرا فعقك كبيراً.

والواقع أن علماء الأمة ودعاتها وأهل الإصلاح فيها قديما وحديثا تكلموا عن حقوق الأبناء في كتبهم ومؤلفاتهم، ونحن نرى اليوم كثيرا من الندوات والمؤتمرات وورش العمل تعقد لبيان حقوق الأبناء التي جاء بها الإسلام فلله الفضل والمنة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً