الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوهم والخوف من الأمراض الخطيرة، فكيف أرتاح من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مهندس مصري، أعمل بالدوحة بدولة قطر، أعانى منذ فترة من آلام نفسية صعبة للغاية، بدأت منذ حوالي 3 سنوات عندما أصبت بدوار فتخيلت أني أعاني من مرض خطير في المخ، وذهبت إلى أكثر من طبيب، وعملت جميع الفحوصات التي أثبتت عدم وجود مرض عضوي، وعانيت من آلام نفسية جعلتني لا أستطيع النوم، وكنت أبكي باستمرار من شدة الآلام والخوف، ومنذ فترة أصبت بالتهاب في الأذن الخارجية، فتخيلت أني مصاب بأورام خطيرة في أذني بالرغم أني ذهبت للطبيب، وأكد لي أنه مجرد التهاب ......

والآن عندي مغص مستمر في معدتي لا يزول منذ أكثر من أسبوعين، ذهبت إلى طبيب الباطنة الذي أكد لي أكثر من مرة أنه مجرد التهاب عادي في المعدة، والأمعاء نتيجة الأطعمة التي أتناولها، وكذلك لتعرضي لنزلة برد بالرغم من ذلك لا أقتنع بأي كلام يقال عن تعبي، وأحس بمغص لا يزول وأحس أن جسمي بدأ في النزول بالرغم من أن أصدقائي يؤكدون لي أن جسمي لا يزال ثابت لا ينزل، وتنتابني نوبات فزع وخوف شديدين، كذلك لا أستطيع النوم ولو لمجرد دقيقة واحدة، وأتخيل أني مريض بمرض خطير وتعب نفسي شديد جدا، وأتخيل الآلام التي سأتألمها لو اكتشفت أني مصاب بمرض عضال ....

من فضلك ساعدني يا دكتور لأني أعاني الآلام كل لحظة، ولا أستطيع العمل أو العيش.

والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، ومن الواضح أن لديك حالة نسميها في الطب النفسي "رهاب المرض" أو "الانشغال المرضي بأعراض الجسد".

ورهاب المرض، أن يعتقد الشخص أو يشك في أنه مصاب بمرض ما، أو أنه عندما يشكو من عرض خفيف وكما حدث معك في التهاب الأذن أو التهاب المعدة أو نزلة البرد، فإنه يعتقد أن الأمر أخطر مما هو في الواقع، ومهما حاول الطبيب، أو مجموعة من الأطباء، مهما حاولوا تطمينه من أنه في صحة سليمة، فإنه لا يقتنع، أو يقتنع لوقت قصير، ليعاوده الشك والقلق مجددا، وهكذا نجده ينتقل من طبيب لآخر، ومن أخصائي لآخر، ويجري الاختبارات المختلفة، ما هو بحاجة لها، والكثير منها مما لاحاجة لها، ومن ثم يكرر بعض هذه الفحوصات المختلفة، وبالرغم من أن كل نتائج هذه الاختبارات تقريبا طبيعية، إلا أن هذا لا يطمئنه، بل على العكس قد يفسرّها على أنها لم تكشف بعد ذلك المرض الخفيّ!

وفي كثير من الأحيان قد تسبب هذه الحالة عند الشخص الاكتئاب، أو أن الاكتئاب يكون سببا رئيسيا في حدوث أو شدة هذه الحالة من رهاب المرض، ولذلك يفيد التحري أكثر عن أعراض الاكتئاب عنده، وسواء وجد عنده أعراض الاكتئاب أو لم توجد، فمن المفيد معالجة هذه الحالة، وهي تكاد تكون نوعا من الوسواس القهري حيث تأتي على الشخص هذه الأفكار القهرية حول مرضه وسلامته، فمن المفيد وصف أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد وجد أن الكثير من هذه الأعراض تخف كثيرا مع مضادات الاكتئاب، ولكن على أن يتناول الشخص هذا الدواء لبعض الوقت والذي يمتد لعدد من الأشهر قبل أن يتم التأثير العلاجي المطلوب.

ومما يعين كذلك إعادة النظر في نمط الحياة من النظام الغذائي الصحي، ودرجة الفعالية والرياضة مما يقوي مناعة الجسم، ويحسّن وظائفه المختلفة.

ولاشك أن قراءة كتاب عن القلق والرهاب عموما، وكثير من هذا موجود على هذا الموقع، أو القراءة عن رهاب المرض بشكل خاص، من شأنه أن يخفف من معاناة الشخص، وتدخل بعض الاطمئنان إلى نفسه، أو أن المرض ليس مرضا عضويا، وإنما حالة نفسية من أنواع القلق.

وفقك الله، وكتب لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق احمد

    بارك الله فيك اخي . نعم ان ما تطرقت اليه عن حاله وعلاج الاخ المهندس صحيحه وانا تقريبا امر بهذا المرض رغم انني فعلا عندي مرض مزمن اتعبني كثيرا ولكن الحمد لله على كل حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً