الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى من تحول الاكتئاب النفسي إلى اكتئاب مزمن.. فما نصيحتكم؟

السؤال

أنا صاحب الاستشارة رقم (2129006)
أكرر شكري لهذه الخدمة الرائعة.

أنا والحمد لله تحسنت من الاكتئاب بعض الشيء ، ومع أن الوسواس وبعض الوجع أقل في المدة والقوة، ولكني قلق من تحول الاكتئاب النفسي إلى اكتئاب مزمن؛ لأني في هذه الحالة منذ أربعة أشهر.
وأيضا عدم الصبر على العمل أصبح يأتيني في أي وقت.

السؤال: متى تنتهي تماماً هذه الحالة –بإذن الله-؟ وكيف أتوقف بأفضل طريقة عن تناول دواء الريمرون واريببركس والسبرالكس؟ علماً أني أمارس ما قد نصحتني به من قبل من آليات الشفاء من الاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

ألاحظ من رسالتك أن هنالك إيجابيات كثيرة، فالتحسن قد بدأ معك، وهذا هو الذي نريده، وهذا هو الذي نتمناه.

أما مخاوفك حول أن يتحول الاكتئاب النفسي إلى اكتئاب مزمن، فهذا ناتج من القلق أخي الكريم وليس أكثر من ذلك، الاكتئاب متى بدأ في التحسن فهذا يعني أنه مقدور عليه وأنه ليس مطبقاً، وهذه مهمة جداً -أي أنه مرض متقطع وسوف يزول إن شاء الله تعالى، فلن يكون مزمناً أبداً-.

أخي الكريم: الصبر واجب في كل شيء ومطلوب في كل شيء، والإيمان نصفه صبر ونصفه شكر، والعمل مهم جداً ويجب أن تستشعر قيمته، وهذا إن شاء الله تعالى يزيد من صبرك ، وليس صبرك فقط إنما شعورك بلذته والرضا حول ما تقوم به، وينبغي أن تعرف أخي أن إرادة التغير يجب أن تكون متوفرة لدى الإنسان، وأنت إن شاء الله حريص على ذلك.

الحالة بإذن الله تعالى سوف تنتهي، ومدة الأربعة أشهر ليست مدة طويلة في هذه الحالات النفسية، فكن مثابراً وثابتاً وقوياً، وكن مفعماً بالأمل والرجاء، وأنت ما دمت متمسكاً بآليات الشفاء التي تحدثنا عنها سابقاً، فهذا في حدث ذاته أمر جيد وطيب، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بالنسبة لسؤالك عن كيفية التوقف بأفضل الطرق، فما أوضحنه لك في الاستشارة السابقة أعتقد أنه كاف وجيد، فالتوقف يكون بالتدريج، لكن المدة العلاجية لا بد أن تنتهي بكاملها.

بالنسبة للريمانون التدرج، ليس مطلوباً بشدة جرعة الحبة الواحدة، فمثلاً تنقص إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناولها، أما بالنسبة للسبرالكس فالجرعة تخفض من (20) مليجرام إلى (10) مليجرام لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك إلى نصف حبة أي (5) مليجرام لمدة أسبوعين أو ثلاثة مثلاً.

إذن: التوقف التدريجي هو الأفضل، ولا تنزعج أخي الكريم أبداً، وأنا متفائل كثيراً إن شاء الله تعالى أنك سوف تكون على خير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً