الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح الجمع بين الدجماتيل والريميرون للاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أشكر لكم سعادة الدكتور حرصكم على نفع الناس، جعل الله ذلك في موازين حسناتكم يوم تلقونه.

أنا أعاني من الاكتئاب المزمن, أحيانا تشتد وطأته, وكذلك القلق, وبعد تجربة بعض العلاجات التي تسبب ضعفا جنسيا, ومن خلال قراءة بعض الاستشارات رأيت أن أسلم شيء من حيث العملية الجنسية هو (ريميرون) فهل أستخدمه؟ علما أني لا أنام إلا بصعوبة, ونومي متقطع, ولا أدري أهو بسبب الاكتئاب أم بسبب القلق؟ وهل من الممكن أن آخذ حبة من الدقماتيل 50 مل صباحا، ونصف حبة من الريميرون يوما بعد يوم أو يوميا؟ وهل هناك تعارض بين الدواءين؟

ثم لو احتجت أن آخذ السيروكسات بمعدل نصف حبة فهل هذه الجرعة ستؤثر على الناحية الجنسية؟ مع العلم أن العقار معروف بتأثيره, ولكن هل خمسة مليجرامات تسبب مشاكل أيضا؟

جزاكم الله خيرا, ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر الجنوبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة, وثقتك في هذا الموقع, نسأل الله لك الشفاء والعافية، وأنا أؤكد لك أن الاكتئاب مهما كان مزمنًا فإن شاء الله تعالى يمكن علاجه، والتواؤم والتكيف مع ما يتبقى من أعراضه, فإرادة التحسن مطلوبة، وهي إصرار الإنسان على التغيير، وهذه تتطلب العزيمة, واتخاذ الخطوات الإيجابية -خاصة في حسن إدارة الوقت- وإدارة الحياة بصفة عامة، وإدارة الحياة تتأتى من خلال تغيير نمط الحياة, وتحديد الأسبقيات والأولويات, والاستفادة من الزمن -كما قلنا-، وأن يسعى الإنسان أن يكون دائمًا مفيدًا لنفسه وللآخرين.

بالنسبة لسؤالك حول الأدوية: الريمارون بالفعل هو دواء لا يسبب صعوبات جنسية، وهو محسن للنوم, ولا شك في ذلك, وعيوبه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، وبعض الناس الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكولسترول: الريمارون قد يساهم جزئيًا في عدم خفض الكولسترول، ولكنه قطعًا لا يسبب زيادته.

فالريمارون دواء جيد, ودواء فاعل، وهو مضاد للاكتئاب، ويتميز أيضًا أنه يضمن لدرجة كبيرة, ويساعد في استمرار فترة التعافي, ويمنع الانتكاسة.

اضطراب النوم: الاكتئاب قد يكون سببًا فيه، القلق قد يكون أيضًا سببًا فيه، وكذلك ربما تكون لدينا بعض العادات غير الصحيحة فيما يخص صحتنا النومية - هذه مشكلتنا جميعًا - والصحة النومية أصبحت الآن من العلوم السلوكية المحترمة جدًّا، وهنالك بعض الإجراءات البسيطة التي إذا قام بها الإنسان سوف يتحسن نومه:

أولاً: النوم يجب أن لا نبحث عنه، بل ندعه هو الذي يبحث عنا.

ثانيًا: تجنب النوم النهاري مهم جدًّا، والقيلولة الشرعية ليست أكثر من نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة.

ثالثًا: ممارسة الرياضة مهمة جدًّا، بشرط أن لا تكون في وقت متأخر من الليل.

رابعًا: تجنب الميقظات, والمثيرات, مثل: الشاي, والقهوة, وكل المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، أمر مهم، خاصة في فترة المساء.

خامسًا: الحرص على أذكار النوم مطلب رئيسي.

سادسًا: أن يثبت الإنسان وقت نومه وفراشه ليلاً - فهذا مهم جدّا – فالوقت الذي يذهب فيه الإنسان للفراش يجب أن يكون ثابتًا؛ فبعض الناس يخلون في الساعة البيولوجية لديهم, وذلك من خلال عدم الانتظام في تحديد وقت النوم، تجد البعض ينام يومًا عند الساعة العاشرة مساءً مثلاً، وفي اليوم الذي يليه يذهب للفراش الساعة الثانية صباحًا، وهكذا, وهذا من أسوا ما يضر بالصحة النومية.

كما يفضل أن يطبق الإنسان بعض تمارين الاسترخاء قبل النوم، وأن لا يذهب للفراش قبل أن يحس بالنعاس, كما أن القراءة غير الجاذبة تعتبر مساعدا كبيرا جدًّا في النوم.

بالنسبة لعقار دوجماتيل (سلبرايد): ليس هنالك تعارض بينه وبين الريمارون، هو دواء بسيط وجيد ومساعد، وحين يتم تناوله بجرعة صغيرة (خمسين إلى مائة مليجرام في اليوم) لا بأس بذلك أبدًا، ولكن إذا ارتفعت الجرعة أكثر من ذلك فربما يرفع من هرمون الحليب حتى لدى الرجال، وهذا ربما يؤدي إلى صعوبات جنسية لدى البعض، لكن أطمئنك تمامًا بهذه الجرعة التي ذكرتها, وهي خمسون مليجرامًا في اليوم.

بالنسبة للزيروكسات (باروكستين): لا مانع أن تتناول نصف حبة، لكن من الضروري جدًّا أن تستمر عليها لمدة عشرة أيام على الأقل، أي نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى – هذا مهم – لأن البناء الكيميائي لهذا الدواء بطيء، وفي ذات الوقت التوقف عنه فجأة أيضًا غير مستحسن.

معلومة علمية ربما تكون مفيدة أيضًا: الآن يوجد دواء يسمى (فالدوكسان), هذا الدواء تنتجه شركة (سالفير) الفرنسية، وهو في الأسواق منذ عام أو عام ونصف، يتميز أنه لا يسبب أي صعوبات جنسية على الإطلاق، كما أنه لا يزيد الوزن، وهذه ميزة طيبة، لكنه لا يساعد على تحسين النوم، لذا ننصح بعض الأخوة بتناوله بجرعة خمس وعشرين مليجرامًا يوميًا – وهذه جرعة كافية لمعظم الناس – وفي نفس الوقت يمكن أن يضاف إليه عقار سوركويل، والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين), وجرعته هي :خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً، يمكن أن ترفع إلى خمسين مليجرامًا ليلاً إذا لم يتحسن النوم, وهذا مجرد مقترح من أجل المعرفة، ولا أريدك أن تبدل أدويتك في هذه المرحلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً