الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساءت حالتي ولا أشعر بالسعادة بعد أن فسخت خطبتي.

السؤال

السلام عليكم.

لقد فقدت سعادتي حين فسخت خطبتي, ومنذ ذلك الوقت فقدت الإحساس بالرضا والسعادة، أدعو الله كثيرا أن يفرج همي، لقد مضت ثلاثة أشهر، وأنا أشعر أن حالتي تسوء، لا أريد أن أعيش هكذا بلا هدف ولا أمل، أفيدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عايدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أيتها الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يفرج همك وأن ينفس كربتك.

أختي الفاضلة: لا شك أن المؤمن في حياته يصيبه من الابتلاء ما يقلقه ويجعله في ضيق وهم، وهذه طبيعة الدنيا كما قال الشاعر:

جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الآلام والأكدار
ومكلف الأشياء ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار

فهذه هي الحياة بآلامها وآمالها جبلت على مثل هذا الكدر، لكن الأمر وصل معك إلى هذه الحالة لعدة أسباب:

أولا: لقد افترضت أن زواجك منه هو السعادة وهذا خطأ فمن كان يدريك بذلك، وما يدريك بأن قد الله رفع عنك عناء الزواج به، فالله تعالى يقدر لعبده الخير، وما دام الله قد صرفه عنك فهو الخير.

ثانيا: من الأسباب التي جعلتك تعيشين الهم أنك تفكرين به بصفة إيجابية، بمعنى أنك تستذكرين مواطن المدح فيه وغاب عنك أيتها الفاضلة أن من يمدح بشيء يذم بآخر.

ثالثا: كذلك من الأسباب التي دفعتك إلي ذلك تضاؤل فرص الزواج السعيد أمامك، أو هكذا يوهمك الشيطان، وهذا خطأ، فالأمر بيد الله، وقد يكون الله عز وجل قد ادخر لك في علمه من هو أفضل وأتقى وأنقى ممن رحل، فأملي في الله خيرا، واعلمي أن عطاء الله إذا أقبل أدهش.

وفي الختام أوصيك بالأقبال على الله والتمسك بطاعته واللجوء إليه، وكثرة الدعاء أن يرزقك الله من تسعدين به في الدنيا والآخرة، كذلك أوصيك أن تنخرطي في عمل اجتماعي أو فكري أو تربوي أو وعظي، المهم أن تبتعدي ما أمكنك عن الفراغ فإن الفراغ مزرعة الشيطان.

أسأل الله أن يوفقك للخير، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وفي انتظار المزيد من رسائلك.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً