الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بالزواج من امرأة ثانية.. فكيف أصارح امرأتي بذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أرجو من فضيلتكم أن تجيبوا بشيء من السرعة إن أمكن، وبارك الله فيكم.
أعيش حياة كريمة ومستقرة -والحمد لله- زوجتي جيدة ومتدينة، ومنذ أن تزوجتها قبل 21 سنة ولحد الآن لم يحصل أي خلاف أو شقاق بيننا -والحمد لله- ولدينا خمسة أولاد.

والآن تعرفت على أرملة وأريد أن أتزوجها، ولكن أخاف أن أصارح زوجتي؛ لأني أحبها، وهي تحبني كثيراً جداً وحياتنا الزوجية حياة طيبة ومستقرة، وبيننا كل الوئام والمودة والمحبة والحمد لله.

ولكني أحتاج إلى زوجة أخرى؛ وذلك لأن زوجتي ربة البيت، وهي لا تستطيع أن تقوم بالدعوة معي، والمرأة التي أريد أن أتزوجها مناسب لي في كل المجالات تقريباً.

هي عمرها 32 سنة، وهي متدينة جدا وصالحة، ولها ولدان، وهي متعلمة أيضاً، وأنا نيتي أن أخلصها من تلك الحالة التي هي فيها، ونيتي أن أقوم برعايتها وتربية أطفالها مع أطفالي الآخرين، ولكن المشكلة هي مصارحة زوجتي في هذا الأمر، مع العلم بأن حالتي الجسدية والمادية تسمح بذلك،
وأؤمن بأني -إن شاء الله- أعدل بينهن.

السؤال: هل أتزوجها سراً مدة وبعد أن أرى الوضع مناسبا حينئذ أعلنها أم ماذا أفعل؟

علماً بأني أقوم مجاناً بتدريس الطلاب حفظ وتجويد القرآن الكريم، وعندي إجازة في قراءة الإمام عاصم، ولدينا مركز لحفظ وتجويد القرءان الكريم، وهذه المرأة التي أريد أن أتزوجها تستطيع أن تساعدني في هذا المجال، وتقوم بتدريس النساء في المركز، وخلاصة القول بعد طول التفكير أظن أن هذه المرأة مناسبة لي -إن شاء الله- وعزمت على الزواج منه.

أرجو منكم النصيحة والمشورة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

بداية نقول أيها الحبيب: إن نصائح الناصحين في شأن تعدد الزوجات قد تختلف من إنسان إلى آخر، فترى بعض الناس قد ينصح القادر على الزواج بتعدد الزواج لما في ذلك من المنافع، وقد ترى آخر ينحو غير ذلك المنحى، وهذا جارٍ على ألسنة العلماء قديمًا وحديثًا، وبعضهم قد صنّف فيما صنف في أخبار تعدد الزوجات، والنصح بالإقدام على ذلك أو الإحجام، ومنهم من بالغ في التنفير من الإقدام على تعدد الزوجات إلا إذا دعت الحاجة لذلك، كابن الجوزي - رحمه الله تعالى - فقد كتب في هذا كثيرًا، والسبب في هذا أن الإنسان لا ينقطع أبدًا عن السآمة والملل مما في يده فيتطلع إلى غيره، وهذا جارٍ حتى في النساء، فيملّ الإنسان المرأة بعد أن يعيش معها دهرًا ويتطلع إلى غيرها، وهذه السآمة وذلك الملل لا ينقطع، فإنه يظل معه أيضًا في التجربة الثانية والثالثة كذلك، ومن ثم فينصحه بعض الناصحين بأن يُحجم عن تعدد الزوجات ما دامت حياته مستقرة، فيقول ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: "والعاقل من اقتصر على واحدة إذا وافقت غرضه، ولابد أن يكون فيها شيء لا يوافق، إنما العمل على الغالب، فتوهب الخلة الرديئة الجيدة ".

فهذه نصيحة من اتجاه، ويقابلها نصيحة اتجاه آخر قد ينصح صاحبها بتعدد الزوجات ما دام الإنسان قاردًا على ذلك، ولكننا نلمس من خلال كلامك أنه لم يدفعك لاتخاذ مثل هذا القرار مع حبك لزوجتك الأولى وتقديرك لها إلا حُب التجديد، وهذا في حد ذاته لن ينقطع عنك، فإنك ستشعر كذلك بالحاجة بعد أن تتزوج الثانية، حتى قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - وهو يصف حال هذا الإنسان مع النساء، يقول: " حتى إنه لو قدر على نساء بغداد كلهنَّ فقدمتْ امرأة مستترةٌ من غير البلد ظنّ أنه يجد عندها ما ليس عندهنَّ ". ثم يقول: " ولعمري إن في الجِدَّة لذة ".

فإذا كان هذا الباعث وحده فنحن نرى أيها الحبيب أن تتمهل قبل الإقدام على هذه الخطوة، فربما تعكرت عليك حياتك وساءت العلاقة بينك وبين زوجتك، أما إذا كنت ترى أنك بحاجة إلى زوجة أخرى وتأنس من نفسك القدرة على القيام بحق الزوجتين والعدل بينهنَّ فإنه في هذه الحالة ينبغي لك أن تسارع بالزواج فإنه مما أباحه الله عز وجل وشرعه، ولا تنتظر أبدًا من زوجتك الأولى الرضى بذلك، كما لا تنتظر منها أيضًا أن يبقى حالها بعد الزواج كحالها قبله، فإن الله عز وجل قد جبل النساء على الغيرة، وعليك أن تستعد لما قد يطرأ من تغيرات في زوجتك، ولكن هذا كله لا يمنعك من تعاطي ما أحل الله عز وجل لك ما دمت قائمًا بالشرط الذي شُرط في ذلك، وهو الأمن من الظلم، يعني بإقامة العدل بينهنَّ والقدرة على ذلك.

وأما إخفاء الزواج فنحن لا ننصحك به، لأنه قد تترتب عليه من مفاسد أيضًا ما لا تحتسبه أنت الآن، فإذا استطعت أن تقنع زوجتك بحاجتك إلى الزواج فهذا أفضل من كتمه ابتداءً، أما إذا رأيت بأن الأحوال ستسوء وربما تتعرض لمشكلات كبيرة وأردت إخفاء الزواج عنها فهو جائز من الناحية الشرعية، لكن مع أخذ الاحتياطات بضرورة إشهار هذا الزواج ومعرفة آخرين لزواجك بهذه المرأة، ضمانًا لما قد يترتب على هذا الزواج من ذرية ونحو ذلك.

فنسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويقدره لك، وخير ما ننصحك به استخارة الله تعالى والإكثار من دعائه بأن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر انا وردة

    ليش الواحد لو زوجته مغنيته عن الحرام ومكفيته وموفيته يروح يدور ابواب ونوافذ يفتحها؟ انا اشكرلك انك سعيت في حاجة الارملة وكانت نيتك انك تعفها وتربي اولادها..لكن زوجتك هي اولى ان تهتم بها..اتريد اجر الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله؟ خذ مال مهرها وتكاليف زواجك واعطها لشاب او مطلق يتزوج هذه الارملة ويعفها ويربي اولادها..وبذلك يتحقق لك انك سعيت في حاجتها كما يتحقق لك انك عففت هذا الشاب او المطلق عن الحرام..لكن نصيححه اذا زوجتك مو مقصرة لا تفتح ابواب ممكن تجيبلك مشاكل..ثق بي حالة زوجتك النفسية وعلاقتكم الزوجية لن تبق كما هي بعد زواجك من ثانية..للنك ببساطه كسرت فيها ثقتك وبعت عشرة العمر بسبب "التغيير" طيب المرأة ايضا انسانة وتريد التغيير..اعرف نساء -بغض النظر عن جواز ما يفعلن- بمحرد زواج ازواجهن يطلبن الطلاق بدووون رجعة ويتزوجن بآخر تجدد به شبابها كذلك..ههههههههه المرأة لم تعد كما كانت عزيزي..اصبحنا اقوياء والحمدلله وهذا بفضل الله ثم بفضل تصرفات بعض الرجال..الزبدة اذا هي مو مقصرة معك لا تجرح قلبها..الموضوع ما يستاهل تجرح قلب نصفك الثاني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً