الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكمل السنة الأولى انتسابا ثم أتحول إلى الدراسة المنتظمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

كيف حالكم؟ إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافية.

أنا إنسان تقدمت للزواج وأخرته حتى أكمل دراستي، أو أجد وظيفة تيسر أموري، وعمري 18سنة، وكان ذلك بطلب من أبي، كنت مقتنعا بالفكرة.

عمري الآن 21، وأريد أن أكمل دراستي بعد المعاناة من البطالة سنة ونصف، حتى نويت -وبإذن الله- أن أكمل الدراسة الجامعية، وأحببت أن أستشيركم هل أكمل السنة الأولى انتسابا إلى أن يفرجها الله ثم أحول إلى الدراسة المنتظمة؟ علما أن معدلي الدراسي في الثانوية 74%.

والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوسع رزقك، وأن يمنّ عليك بعمل صالح طيب مبارك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يُكرمك بزوجة صالحة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – من أنك تقدمت للزواج بفتاة حتى تُكمل دراستك، أو تجد وظيفة ييسر الله بها أمورك، وكنت في الثامنة عشرة من عمرك، وكان ذلك بطلب من والدك – حفظه الله – والآن تقول إنك وصلت إلى الحادية والعشرين وتريد أن تُكمل دراستك؛ لأنك لم تجد فرصة عمل، وتسأل قائلا هل تكمل دراستك أول سنة بالانتساب حتى يُفرجها الله تبارك وتعالى وتتحول إلى الانتظام أم ماذا تفعل؟

أقول لك -أخي الكريم الفاضل-: أنا لم أفهم من رسالتك هل أنت تزوجت أم لا؟ إذا كنت قد تزوجت فمما لا شك فيه أن الله تبارك وتعالى سوف يتفضل عليك، وسوف يُكرمك، وسوف يوسع رزقك، ويجعل لك من لدنه وليًّا ونصيرًا؛ لأن الله تبارك وتعالى بشر المتزوجين بقوله: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، فما دمت قد تزوجت بنية أن ييسر الله أمرك فأبشر بفرج من الله قريب، ولعل الله تبارك وتعالى أن ييسر لك أمورًا أنت لا تعلمها؛ لأن الزواج من أحد أسباب سعة الأرزاق، ولكن أيضًا ليس وحده بكافٍ في سعة الأرزاق، وإنما يحتاج معه إلى عوامل أخرى.

وذلك كالبحث عن الأسباب الثانية الممكنة، كمسألة طلب العلم، وإكمال الدراسة الجامعية، والبحث عن وظيفة مناسبة، وكذلك الدعاء، والإلحاح على الله تبارك وتعالى، كذلك أيضًا دعاء الوالدين، كذلك أيضًا الإكثار من الاستغفار، كذلك أيضًا الإكثار من الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، كذلك أيضًا البحث عن الفرص المناسبة من فرص العمل، وعدم تضييع أي فرصة تظهر لك في الأُفق، وإنما عليك استغلالها حتى ييسر الله أمرك.

فإذن أقول لك: إن الزواج من أحد العوامل الميسرة لأمر الأرزاق، واستعن بالله عز وجل، وتوكل على الله، ما دام والدك لديه القدرة على أن يُنفق عليك الآن وعلى زوجك فأرى أن تتوكل على الله، وأن تواصل رحلة الزواج -إذا كنت لم تتزوج- وإذا كنت قد تزوجت فأبشر -بإذن الله تعالى- بفرج من الله قريب.

أما فيما يتعلق بقضية الدراسة: فلا مانع أن تدرس عن طريق الانتساب الآن، وأن تجتهد، وأن تجدَّ فعلاً في أن تحقق درجة عالية، وتحصل على درجات متقدمة لعلك أن تتحول بعدها إلى دراسة نظامية منتظمة؛ لأن الدراسة النظامية المنتظمة -بلا شك- أوقع في النفس وأقوى، وفي نفس الوقت أيضًا ستجد هناك إعانة على الدراسة من حيث الانتظام في المحاضرات، وغير ذلك.

فأرى -بارك الله فيك- أنه لا مانع ما دمت قد مرت عليك الآن سنة ونصف وأنت لم تُحدث في حياتك أي تقدم، ولم تحصل على عمل مناسب، أرى -حفظك الله- أن تتوكل على الله، وأن تبدأ فعلاً مشروع الدراسة، فإذا ما وجدت فرصة عمل مناسبة فمن الممكن أن تواصل رحلة الانتساب حتى تنتهي من الدراسة الجامعية.

وإن وجدت فرصة عمل وكانت لا تتعارض مع الدراسة فمن الممكن أن تجمع ما بين الأمرين.

فإذن أقول لك: واصل -بارك الله فيك- مسألة تحسين مستواك الدراسي، وسواء كان ذلك عن طريق الانتساب، أو الانتظام، افعل الأيسر بالنسبة لك، والأوفق لظروفك، وفي نفس الوقت أيضًا واصل رحلة البحث عن عمل، حتى يمنّ الله تبارك وتعالى عليك بخيري الدنيا والآخرة.

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يوفقك لكل خير، وأن يجعل لك من كل خير نصيبا، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً