الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أطيل مدة العلاج من تلقاء نفسي أم أوقف الدواء؟

السؤال

أنا أوجه سؤالي هذا إلى الدكتور محمد عبد العليم لأنه سبق و أن أجاب على استشارة رقم 2130050 وأنا أريد أن أسألك يا د. محمد عبد العليم عن أمر ما، لقد أخبرتني بأنه من وجهة نظرك الشخصية يجب أن أتناول حبتين من دواء بروزاك في اليوم، أي 40 مليجرام، لكن أبي عندما سأل الصيدلاني عن ذلك، قال له: فقط لفترة قصيرة كشهرين مثلا، نظرا لوزني البالغ 36 كغم فقط، فهل هذا يؤثر في علاجي؟

والسؤال الثاني: بعد مرور سنة من تناولي للبروزاك حبة في اليوم، أخبرتني أن أظل لمدة شهر آخذ الحبة بصورة يوم وترك يوم، لكن إذا لم أحس بأنني تحسنت، وأن الوساوس ما زالت تراودني، هل أطيل مدة العلاج من تلقاء نفسي أم أوقف الدواء؟

وجزاك الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالبروزاك دواء سليم جداً، الجرعة لا تبدأ (40) مليجرام -كما ذكرنا سلفاً-، تبدأ (20) مليجرام، أي كبسولة واحدة ثم ترفع بعد ذلك إلى (40) مليجرام، وهذه هي أقل جرعة فعالة في علاج الوساوس القهرية.

وبالنسبة للعلاقة بين وزنك والجرعة، أنا أؤكد لك أن الجرعة سليمة جداً، وهذا الدواء يعطى حتى للأطفال بعد سن العاشرة، فإذن لا تنزعجي أبداً.

مدة العلاج للوساوس القهرية يجب أن تكون طويلة نسبياً، ومع احترامي الشديد لرأي الصيدلاني، لكن أرى أن فترة الشهرين ليست كافية وأعتقد أن هذا الأمر يمكن حسمه من خلال مناقشة والدك الكريم لأمر ذهابك إلى الطبيب النفسي من أجل الملاحظة والفحص والمتابعة المباشرة، وهذا أفضل بكثير، ونحن هنا في إسلام ويب نحاول أن نساعد الناس بقدر ما نستطيع، ونصيحتي لك بمقابلة الطبيب النفسي، وأطمئنك كثيراً على سلامة هذا الدواء وهذا هو المهم.

السؤال الثاني: وهو سؤال افتراضي وأنا أقدره جداً، والذين يعانون من قلق الوساوس دائماً نجد عندهم القلق المستقبلي، ونحن حين نقول مدة العلاج هي سنة تقريباً وهذا قائم على أبحاث وهي المدة الوسطية تقريباً، وبعد ذلك قد يعاود المرض الإنسان ولكن بنسبة أقل، مثلاً دراسات كثيرة تشير أن نسبة الانتكاسة نسبة 30 إلى 40% وهذه نسبة نعتبرها ليست مخيفة أبداً، والذين يتدربون على الآليات العلاجية السلوكية التي تقوم على مبدأ تحقير الوساوس ورفضها، والقيام بما هو ضدها، وصرف الانتباه عنها، وملء الفراغ، وإدارة الوقت بصورة جيدة، والتفاؤل والتفكير الإيجابي، وممارسة تمارين الاسترخاء، هؤلاء دائماً تجد عندهم التعافي مستمرا لفترة طويلة.

إذن الآليات العلاجية الأخرى مهمة جداً لضمان عدم الانتكاسات مرة أخرى، أرجو أن لا تنزعجي، وأكرر مرة أخرى أن البروزاك دواء سليم وأنا أحبذ أن تتم متابعة حالتك مع طبيب في المركز.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً