الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخطأت عندما أرجعت ابني للبيت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي باختصار.. أن زوجي قاطع ابنه الأكبر وعمره 14 سنة؛ بسبب أنه لم يسمع كلامه ولم ينفذه مرة واحدة، فطرده خارج المنزل، وقال له لا تعد للمنزل مرة ثانية، لم أقدر على تحمل ذلك، وأدخلت ابني للمنزل، فقال لي زوجي: أنت السبب في هذا، وأنت التي أدخلته البيت مرة ثانية! فقد كانت غلطتي عند زوجي أني عصيت كلامه وأدخلته المنزل، لأنه لا توجد أم ترضى بأن يتربى ابنها في الشارع وهو في سن حرجة.

ومنذ ذلك اليوم والأب قاطع علاقته بابنه تماماً، ولا يأكل معه، ولا يجلس معه، وقال لي: أنت التي أدخلته للبيت، وأنت من ستتحمل تربيته ومسئوليته، وحرمه وحرم إخوته الصغار من متع الحياة كأطفال، حرمهم من التلفزيون والكمبيوتر وكل شيء، حتى الراديو كنا نسمع منه القرآن أخذه وقال هذا أيضاً ممنوع بسبب أن ابنه مد يده على الراديو.

لقد مضت سنة ومازال مستمراً، وما زلنا في هذا الوضع، وما يزيد الأمر سوءاً أن ابني يتصرف بطريقة غير طبيعية، فهو لا يسمع الكلام، ولا يصلي، ولا يذاكر، رغم أن سبب المشاكل مع والده بسبب عدم الصلاة والمذاكرة.


هل هذا وضع صحيح؟ وماذا أفعل أنا بين الزوج والابن؟ أشعر أني ممزقة، ولا أعرف كيف أرضي الاثنين، خاصة أن ابني الآن يشتمني بألفاظ غير لائقة، وشكوته لعمه وجاء وتكلم معه، ولكن ابني مازال كما هو معي، -أستحلفكم بالله- ماذا أفعل مع الأب والابن؟ وهل أخطأت عندما أدخلت ابني للبيت؟

أرجو النصيحة والرد في أقرب وقت، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هشام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

فإن ما فعله الأب خطأ، وأنت عالجت الخطأ بخطأ آخر، ولا بد من الاتفاق على خطة موحدة للتربية والتوجيه، والابن في هذه المرحلة عنده قدرة على الاستفادة من التناقضات، ونحن ننصح كل أم في حالة إجحاف الأب في حق أحد الأبناء أن تجعل المعالجة عن طريق الحوار مع الأب حتى يقوم هو بتلطيف وتعديل القرار الذي اتخذه، وعليها أن تشعر الابن أن الأب يحبه ولكنه فعل ذلك رعاية لمصلحته، وهذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من الموقف بعد تأييد الله وتوفيقه.

وأرجو أن يعلم الجميع طبيعة هذه المرحلة العمرية، وحاجة الأبناء فيها إلى الحوار والتقدير والصبر والتفاهم، وسوف ينجح المربي إذا صادف أولاده في هذه السن واقترب منهم.

نحن نقترح عليك أن تنصحي زوجك وتحاوريه في هدوء، ولا مانع من أن تعترفي له بأنك استعجلت عندما اتخذت قراراً يصادم قراره، وكنا نتمنى أن تقنعيه حتى يتخذ القرار الصحيح، لأن تكسير وتحطيم قرارات الأب أو الأم أمام الأبناء يضعف شخصية الأب والأم.

عليك أن تقولي له: أنت القائم على الأسرة، ولا أظنك ترضى أن يكون ولدك في الشارع لخطورة ذلك عليه، وأنا سوف أطالب الولد بالاعتذار، وأرجو أن تقبل منه حتى نبدأ صفحة جديدة، فإذا رضي الأب بهذا فمن واجبكم جميعاً الاعتراف له بالفضل، وحبذا لو تواصل مع موقعنا حتى نوضح له الخطوات التي ينبغي أن يقوم بها، ونحن على ثقة أنه سوف يسمع من طرف محايد، وخاصة عندما يكون الطرف المذكور من الرجل ومن أهل الاختصاص، وكوننا غير معروفين له، ويمكن أن تقولي له تشاور مع المستشارين وقم بما يرونه مناسباً.

أما بالنسبة لابنك فلا بد من أن يعرف قدر والده، وعليه أن يحترمك ويسمع كلامك، وننصحك بعدم إكثار الكلام معه، وندعوك إلى محاورته في هدوء، ومعرفة وجهة نطره، وشجعيه على عرض مشكلته على الموقع أيضا.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأله أن يكتب لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر هبة

    هي لم تخطئ في محاولة حماية ابنها الوالد هو المسؤل وهو رب الاسره وراعيها ومش لازم تبقى المراة في كل الاحوال مخطئة لية هية اخطات انها حمت ابنها من الضياع التام على الاقل ادتة فرصة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً