الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس تزعجني كثيرا ومع هذا لا أحب الذهاب للأطباء فأرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم 2129538، سبق وذكرت الحالة التي أعاني منها.

لكن الآن لست كالسابق، فأنا لا أحب الذهاب للطبيب، وليست عندي القدرة على ذلك، أبدا فالوساوس تزعجني كثيرا كثيرا؟

فأرجوكم ساعدوني بوصف العلاج، فحالتي تسوء يوما بعد يوم.

وسوف أذكر لكم أنواع الأدوية التي تناولتها في السابق:
الدوباكين والسبرالكس والسيروكويل XR .

ولكم جزيل الشكر، وأدعو الله بأن يجزيكم الخير في كل ما تقدمونه.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإني ملم تمامًا باستشارتك السابقة وكذلك ما أرسلناه لك من رد، نسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية تتطلب حقيقة متابعة الطبيب، هذا قانون طبي نفسي مهني لا يمكن أبدًا الحياد عنه، وإذا نصحتك أي نصيحة خلاف ذلك أكون أقد أخطأتُ كثيرًا، فأنا أريد لك الخير، وأعرف أن الأطباء المختصين في الطب النفسي متواجدون في كل مكان، ودولة الإمارات العربية من الدول التي بها خدمات طبية نفسية متميزة.

فيأيتها الفاضلة الكريمة: لا أريدك أبدًا أن تحرمي نفسك من نعمة العلاج، والسبب في المتابعة الطبية؛ لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية له عدة أنواع، وهنالك أمور فنية لا يفهمها إلا المختص، والمختص الجيد والرصين.

ووجود الوساوس الملازمة للاضطراب الوجداني ثنائية القطبية قد لا تكون وساوسا حقيقة الأمر، ربما تكون أمورا أخرى. كلمة الوساوس كلمة حقيقة شائعة الاستعمال وهي تعني أشياء مختلفة بالنسبة لمختلف الناس.

البعض يسمي حديث النفس وسوسة، بعض الناس تأتيهم أفكار متسلطة، هذه يعتبرونها وسوسة وقد تكون كذلك، وبعض الناس تأتيهم تهيؤات، وظنان، وشكوك، يقولون هذه وسوسة، فالأمر يجب أن نضعه في مكانه الصحيح.

أنا أريد لك الخير، فأرجو أن تواصلي مع الطبيب.

هنالك أمر آخر مهم: وهو أن الأدوية التي تستعمل لعلاج الوسواس القهري مثل البروزاك أو الزيروكسات أو الفافرين، هذه الأدوية تعالج الوساوس إذا كانت بالفعل وساوس قهرية، لكنها قد تُدخل الإنسان في القطب الانشراحي، وهذا أمر خطير، نكون قد عالجنا شيئًا ولكننا وقعنا في ضرر آخر.

هنالك مناهج علاجية بالطبع لعلاج الاضطراب الوجداني المصحوب بالوساوس القهرية.

هنالك مدرسة أمريكية للعلاج، وهناك مدرسة بريطانية، وهنالك مدرسة أوروبية، لكن الأمر يتطلب بالفعل المراقبة الطبية والمتابعة اللصيقة، وأنا أبشرك وأقول لك أن العلاج متوفر جدًّا، وسهل جدًّ.

مثبتات المزاج هي ضرورة بالنسبة لك، ومنها الدباكين والسوركويل التجراتول واللامكتال والتوباماكس، وكذلك كربونات الليثيوم، كلها أدوية مهمة جدًّا.

إضافة الأدوية المضادة للوساوس هنا قد تكون إشكالية، أكثر دواء يُعتقد أنه يعالج الوساوس المصاحبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية دون أن يُدخل الإنسان في القطب الانشراحي هو عقار زيروكسات، لكن هذا أيضًا يجب أن يكون التعامل معه بحذر، يكون بجرعات صغيرة، نصف حبة مثلاً، وبعد ذلك يمكن أن ترفع إلى حبة كاملة في أقصى الحالات مع ضرورة الملاحظة والمراقبة.

فيا أيتها الكريمة: أرجو أن تتواصلي مع طبيبك، وأرجو أبدًا أن لا تعتقدي أنني أجحد عليك بمعرفة أو علم أو نصيحة، لا، على العكس تمامًا أنا أريد لك الخير، والأمانة الطبية تقتضي أن أنصحك بما نصحتك به، وهذه من الأشياء الضرورية جدًّا التي تتمسك بها إسلام ويب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً