الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني نوبة هرع حادة سببت لي قلقا واكتئابا

السؤال

دوخة مستمرة وضيق نفس ( قلق )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشاكلي الصحية قبل عامين أشعر بتسارع ضربات القلب بعد تناول طعام الغداء وبشكل يومي, وبعد مراجعة طبيب باطنية وجهاز هضم وعمل تخطيط قلب وايكو وفحص الجهاز الهضمي, لم يتبين معي أي سبب فاستسلمت للأمر ووكلته إلى الله, وبعد فترة من الزمن حصلت معي حادثة غريبة ولأول مرة شعور مفاجئ بخوف, وهبوط شديد وللحظات, وبعد الذهاب إلى الطوارئ وبعد عمل الفحوصات الحيوية كالضغط والحرارة .. الخ؛ قال لي الطبيب لا يوجد لديك أي شيء, أنصحك بمراجعة طبيب الأعصاب الذي بدوره قام بعمل تخطيط أعصاب وأجابني بأنك تحتاج إلى عملية تحرير عصب, ولكنني لم أقتنع بما قال وأهملت الأمر و بعد فترة من الزمن وأثناء أدائي لصلاة التراويح برمضان وأثناء قراءة الشيخ لبعض آيات العذاب؛ وعندما أجهش الإمام بالبكاء انتابني شعور شديد بالخوف والتعرق ولم أكمل حينها الصلاة, وفي اليوم الثاني وأثناء صلاة الجمعة حدث معي نفس الأمر, وفي اليوم الثالث مباشرة حصلت عندي حالة اكتئاب عدم رغبة بأي شيء وعندها ذهبت وراجعت طبيب أسرة فوصف لي دواء (تريبتوزال ) عيار 25ملغم, وبعد أسبوع رفعها إلى 50 ملغم واستمررت على هذا العيار لمدة شهرين, لا أخفيك كنت أتناول الدواء على مضض وكل مراجعة مع الطبيب وبعد إجراء الفحوصات السريرية كان يقول لي الطبيب لا يوجد لديك أي مرض, هو مجرد شعور لا تفكر فيه, وبعد فترة زاد العيار إلى 75 ملغم, واستمريت على هذا العيار لمدة سنة تقريبا, وبعدها وبناء على طلب الطبيب نزلت الجرعة إلى 50 ملمغ وبعدها(حيث ذهبت معظم الأعراض القديمة ) اتخذت قرار بيني وبين نفسي بأنني لا بد من أن أتخلى عن هذا الدواء, امتنعت عن مراجعة الطبيب وقمت بعد ثلاثة أشهر بتخفيض الجرعة دون الرجوع للطبيب إلى 25ملغم وبعدها بدأت أشعر بدوخة متقطعة وبشكل يومي تقريباً, وبعد شهر قمت بأخذ حبة يوما بعد يوم ثم مرة في الأسبوع ثم توقفت عنه نهائياً, منذ ثلاث أسابيع وطيلة فترة الثلاث أسابيع الماضية وأنا أشعر بالأعراض التالية دواخ عند الحركة صعوبة بالبلع ضيق بالنفس نقل بالصدر .( طيلة فترة تناولي الدواء وأنا أراقب نفسي حتى مللت الأعراض الكثيرة والقلق الدائم لأكثر من عام ونصف والخوف من الأمراض ) ما الحل جزاكم الله عنا كل الخير.

ملاحظة : مؤمن بأن النافع والضار هو الله سبحان وتعالى متوكل عليه مقيم الصلاة ومحافظ على قراءة القران والأذكار والاستغفار بشكل يومي, ولكن هناك شيء ليس لي عليه سيطرة يسبب لي القلق والله هو المستعان وعذراً للإطالة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن من وجهة نظري أن الذي أصابك هي نوبة هرع حادة، ونوبات الهرع أو الهلع يعرف أنها تتشكل من أعراض نفسية وكذلك أعراض جسدية، أهمها تسارع في ضربات القلب، وربما تكون هنالك أعراض أخرى تتعلق بالجهاز الهضمي.

العلاج حقيقة يتمثل في أن تقتنع تمامًا أن الحالة ليست خطيرة، وأن نوبات الهلع أو الهرع ربما تصاحبها جزئيات أخرى مثل شيء من المخاوف أو الوسوسة.

الأعراض التي عانيت منها الآن بالرغم من أن عقار تربتزول لا يعرف عنه آثار انسحابية لكن بعض الناس حين يتوقفون عن الدواء ترجع لهم الأعراض التي كانوا يعانون منها، ولكن قد تكون بصورة مختلفة بعض الشيء من الأعراض الأولى.

فأنت تحس الآن بالدوخة، وصعوبة في البلع وضيق في النفس وثقل في الصدر، من وجهة نظري هذه أعراض قلقية. لا أستبعد بالطبع بصورة كاملة أنها أعراض انسحابية بسيطة للتربتزول، وإن كان هذا لم يُعهد على هذا الدواء.

أنا أفضل حقيقة أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة للتأكد من مستوى الهموجلوبين والوظائف الجسدية المختلفة، وهذه فحوصات روتينية بسيطة، وأنا على ثقة كاملة أنها بإذن الله تعالى سوف تكون طبيعية، وإجراؤها فقط هو لهدف التأكد على الصحة الجسدية.

أنت ذكرت أمرا مهما، وهي أنك تراقب نفسك وأنك قد أصبت بالملل من هذه الأعراض. لا تفرض رقابة صرامة على نفسك، هذه حالات شائعة كثيرة، ومراقبة الذات المطلقة تزيد من هذه الأعراض. أنت الحمد لله بخير وستظل على خير، وأنت رجل نحسبك من الذاكرين، نسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك. انطلق في حياتك، استثمر وقتك بصورة طبيعية، كن إيجابيًا في تفكيرك، مارس الرياضة، هذه أسس علاجية مهمة جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنك يمكن أن تنتقل إلى مجموعة أخرى من الأدوية، تحسن مزاجك إن شاء الله تعالى، وتزيل عنك الخوف والنظرة التشاؤمية السلبية.

عقار بروزاك والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) سيكون مناسبًا جدًّا لأنه ليس له آثار انسحابية، كما أن آثاره الجانبية قليلة جدًّا.

جرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم، أرجو أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
يمكنك في الأيام الأولى حتى تتخلص من أعراض الدوخة وضيق النفس، يمكنك أن تتناول عقار دوجماتيل والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) تناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة في المساء لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناوله، وبعد مضي شهر سوف تكون فعالية البروزاك قد بدأ وبصورة فعالة جدًّا وإن شاء الله تعالى تكون أصبحت معافىً تمامًا.

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً