الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الانتصاب وسرعة القذف الناتجان عن العلاج بالأنفرانيل، ما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أنني أعاني من مرض الوسواس القهري منذ أكثر من عشرين عاماً، وكنت أتداوى بالأنفرانيل لفترة طويلة جداً، وتوقفت عن العلاج حيث لم تحدث أية نتائج إيجابية سوى تحسن طفيف، وأنا بعد توقف العلاج الآن أعاني من قلق وتوتر، وسرعة انفعال، واكتئاب، ونتج عن العلاج بالأنفرانيل آثار جانبية، منها ضعف الانتصاب، وسرعة القذف عند القيام بالعلاقة الزوجية.

سؤالي مكون من شقين:
ما علاج الوسواس القهري؟
وما علاج ضعف الانتصاب وسرعة القذف الناتجان عن العلاج بالأنفرانيل؟

أفيدونا مأجورين، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الأخ الفاضل محمد .. حفظه الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

علاج الوسواس القهري يعتمد على نوعية الوساوس، هل هي وساوس فكرية أم وساوس أفعال أم مخاوف أم توجسات أو صور ذهنية أو أفعال نمطية، إلى آخره.

الفروقات الأساسية ما بين علاج الوساوس الفكرية والوساوس العملية هي أن الوساوس العملية تتطلب تكثيف أكثر للعلاج السلوكي، لأن الاستجابة دائمًا أفضل مما نجده في علاج حالات الوساوس الفكرية، وكلاهما يستجيب بصورة جيدة إلى العلاج الدوائي.

فالذي أرجوه منك هو أن تطبيق العلاجات السلوكية، ويمكنك أن تسترشد بأي معالج له خبرة في علاج الوساوس القهرية، ومن العلاجات السلوكية هي أولاً أن تتفهم الوساوس وهي أنها أفكار أو أفعال تكون متسلطة على الإنسان، ويقتنع الإنسان تمامًا بسخفها لكنه يوجد صعوبة في ردها ورفضها وتستحوذ عليه، وحين لا يطبقها أو يتبعها يحس بقلق شديد، وربما عسر في المزاج.

الوساوس ليست دليلاً على ضعف الشخصية أو ضعف الإيمان، إنما هي خبرة سلبية مكتسبة.

تحقير الوساوس ورفضها وتجاهلها أسس رئيسية في العلاج السلوكي، وكذلك ربطها بمنفرات، كما أن استبدالها بما هو مخالف يعتبر علاجًا ناجعًا ومفيدًا، أضف إلى ذلك أن تطبيق تمارين الاسترخاء وتغيير نمط الحياة بصفة عامة هي أيضًا آليات علاجية مساعدة جدًّا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فهنالك عدة أدوية تعالج الوساوس منها كما ذكرت وتفضلت: الأنفرانيل، وهو أول هذه الأدوية التي تم تجربتها بنجاح في علاج الوساوس، بعد ذلك أتى الجيل الثاني من الأدوية لعلاج الوساوس، ونجد في هذه المجموعة عقار بروزاك، فافرين، زولفت، زيروكسات، وظهر بعد ذلك السبرالكس.

العلاجات الدوائية تتطلب الالتزام التام بالجرعة ومدة العلاج، وهذا هو سر نجاحها الأساسي.
بالنسبة لحالتك: عقار أنفرانيل بالفعل قد يسبب تأخر شديد في القذف لدى بعض الناس، وقد يؤدي أيضًا إلى ضعف في الرغبة حول المعاشرة الزوجية (الجنسية) لكن هذه التغيرات تكون تغيرات مؤقتة، بمعنى أن الأمور ترجع لطبيعتها بعد التوقف من الأنفرانيل.

الذي تواجهه الآن هو حالة القلق العام مع الوساوس القهرية، وهذه هي التي أدت إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف. لا أعتقد أن الأنفرانيل له الآن أثر بيولوجيل مباشر، حيث إنك قد توقفت عنه منذ فترة، ربما يكون الناحية النفسية لازالت مؤثرة عليك، لأن الإنسان إذا مر بتجربة سلبية قد لا تفارق خلده وكيانه وعقله مدة من الزمن، فهذا يجعلني أن أقول لك: أرجو أن تتعامل مع هذا الأمر - أي الأمر الجنسي - بصورة طبيعية، لا تفرض على نفسك رقابة لصيقة مطلقًا حول أدائك الجنسي، الجنس هو أخذ وعطاء، وحين يتم في هذا النطاق لن تكون هنالك أي مشاكل.

لعلاج الوساوس: الآن نقترح عليك عقار فافرين، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) فهو يساعد بالطبع في علاج الوساوس، كما أنه يمنع وبصورة جيدة سرعة القذف، وفي نفس الوقت لا يؤثر على الرغبة أو الانتصاب أو الأداء الجنسي مثل ما تفعل الأدوية الأخرى.

جرعة الفافرين هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها مائة مليجرام، هذه جرعة معقولة جدًّا، استمر عليها لمدة شهرين، إذا تحسنت الأمور خاصة فيما يتعلق بالوساوس، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بعد مضي شهرين وأنت على جرعة المائة مليجرام إذا لم تتحسن فاجعل الجرعة مائة وخمسين مليجرامًا، وهذه إن شاء الله تعالى سوف تكون مفيدة لك، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها مائة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً