الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كرهت الدراسة بعد حصولي على درجات متدنية ... فما السبيل للتخلص مما أنا عليه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أدرس في المرحلة الثانوية, ولا أستطيع المذاكرة لأني أتحدث مع نفسي, أو أفكر بالجلوس على الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز أثناء دراستي، كنت أحب الدراسة, وأتلهف للدراسة في الأعوام السابقة, وحتى في الفصل الأول, لكن منذ أن استلمت شهادة الفصل الأول, ولم أحصل على النسبة التي كنت أرغب بها, كرهت الدراسة, وأصبحت مهملا, ولا أفهم أي شيء من مواد الفصل الثاني، ماذا أفعل؟
علما أن امتحانات نهاية الفصل الثاني في الأسبوع المقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

المطلوب منك فقط هو أن تستشعر أهمية العلم، وأن تتصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن, أو حين يكون عمرك خمسة وعشرين عاماً، تخيل نفسك كطالب كان متميزاً وتخرج من الجامعة بدرجة عليا, وحضر الماجستير, ويفكر في الدكتوراه، أو كشخص آخر افتقد نعمة العلم والتعليم, وعاش جاهلاً ومجهولاً، قارن بين هذين الوضعين, واختار لنفسك, ويجب أن تختار لنفسك العلم, واعلم -أيها الابن الفاضل- أن أهم ما يجب أن يكتسبه الإنسان في هذه الدنيا هو الدين والعلم, وكلاهما متناسقان مع بعضهما بصورة واضحة.

الذي أريد أن أقوله لك: إنك إذا استشعرت أهمية العلم فسوف تدرس, وإذا لم تستشعر أهميته فلن تدرس، الأمر واضح, والحلول بينة جدًّا, وليس هنالك ما يمنعك أن تستمتع بطفولتك, وهذه الأيام الطيبة من حياتك.

يمكنك أن تتعامل مع الكمبيوتر, ويمكنك أن تشارك وتشاهد التلفاز فهذا كله ممكن, ويجب أن يكون بدراية وحكمة, وبمعقولية, وشاهد ما هو مفيد في التلفاز, وتعامل مع الكمبيوتر ساعة في اليوم, ولا تزد على ذلك أبداً.

حاول دائماً أن تركز على اكتساب المعرفة من خلال الكمبيوتر، الذي أريد أن أوصلك إليك هو أنه من خلال تنظيمك للوقت الجيد يستطيع الإنسان أن يقوم بكل شيء، اجعل لنفسك جدولا يوميا، تخصص للمذاكرة وقتا، وللصلاة وقتا، وللتلاوة وقتا، وللرياضة وقتا، وللعب والترويح عن نفسك وقتا، وللجلوس مع والديك وبرهم وقتا بقدر المستطاع, وكذلك الجلوس مع إخوتك والتواصل مع أصدقائك, وهذا كله يمكن أن تقوم به.

إذن الدراسة لا تعطل حياة الإنسان, إنما تثري حياة الإنسان, وتجعلها أكثر فعالية, وأكثر إيجابية، وهذا هو الطريق, وهو واضح جدًّا, ولا يوجد أي طريق آخر، ويمكنك دائماً أن تركز على الرفقة الطبية الصالحة، الخليل الصالح ينفعك في كل شيء, في المذاكرة, في تطوير المعرفة, السلوك الحسن, ويجب أن تكون لك الصدقات الطيبة, ونماذج حسنة في الحياة, وكن باراً بوالديك فهذا -إن شاء الله تعالى- سيساعدك كثيراً على التحصيل العلمي، واجتهد فيما تبقى من أيام, ولا تنزعج للنتيجة في هذه المرة, ولكن الاجتهاد هو المطلوب, ويجب أن تحفز نفسك وتفتح صفحة جديدة بالنسبة للدراسة في المراحل القادمة, لكن لا تؤجل أبداً عمل اليوم إلى الغد، وأبدأ من الآن .

وأسأل الله تعالى أن يوفقك، وبارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً