الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت النت لأدعوَ إلى الله فوقعت في شباك الشيطان

السؤال

السلام عليكم.

لا أدري من أين أبدأ، ولكن مشكلتي أني يتيمة الأبوين، لا أجد أحداً بجانبي، أعيش وحيدة، أريد من يسأل عني، لقد تزوجت أخواتي ولم يبق غيري، خطبت مرة وفشلت خطبتي، المهم أنا بحاجة دائماً إلى العطف والحنان، أحتاج إلى من يشعر بي ويحتويني فلم أجد!

المهم أنا لي صفحة كبيرة على الفيس بوك، صفحة دينية أدعو الناس إلى الدين الإسلامي، وأكتب وأوجه النصائح لمن ابتعدوا عن الله، إلى أن وقع في طريقي شخص لا يصلي وحياته مليئة بالهموم والمتاعب، نصحته ووجهته ودفعته لطاعة الله، وآخر شيء قال لي إنه يحبني ويريد الارتباط بي وظل يكتبها لي وأنا أصده إلى أن دخل الشيطان بيننا وجعلني أبادله نفس الشعور، عرفت أن ما أقوم به خطأ فقررت الابتعاد عن هذا، وفعلاً حاولت وحاولت، ولكنه طلب مني أن أنتظره عندما يعود من السفر، ولكن المشكلة أنني لست واثقة به، وفي نفس الوقت متعلقة به، لا أدري ماذا أفعل!

ثانياً هو مضاف عندي كصديق وأريد أن أحذفه ولا أستطيع أن أفعل ذلك، لا أدري ماذا حل بي، فأنا أصوم وأصلي قيام الليل وأبكي بين يدي الله، وفي نفس الوقت أعصي الله، لقد قررت مع نفسي أن لا أحادثه، وفعلت ذلك وصبرت والحمد لله، إلى أن بعث لي برسالة يقول لي إنه ذاهب لأداء العمرة، اضطررت أن أرد عليه في رسالة ليس فيها كلام حب، ولكن فيها كلام تهنئة بالعمرة وما إلى ذلك.

هل أنا من الذين طبع على قلوبهم؟ أعلم جيداً أنني مخطئة، وأعلم الحرام، ولكن أُصرُّ على عمل المعصية وبعد فعلها أندم وأبكي بين يدي الله، وهكذا حالي، والعجيب أني رغم ذنوبي يوقظني الله لصلاة قيام الليل والبكاء بين يديه، وكل يوم على هذا الحال!

بالله أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق ويعينك على خدمة الآخرين.

اعلمي أختي السائلة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وكل منا معرض في حياته للمشاكل والابتلاءات، ولكن الكيِّس الفطن من يتجاوزها ويتعامل معها بحكمة، فأنت تريدين الخير للجميع ومقصدك توجيه الناس إلى طريق الخير والصلاح، ومطلوب من كل مصلح ومربٍ أن يحصن نفسه وأن يقي نفسه من المغريات، ولهذا فالبداية في عملية الإصلاح والتوجيه منك كشابة مع شاب كانت غير صحيحة، وكان من الأولى أن يكون توجيهك ودعوتك لبنات جنسك من الإناث؛ حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، ولكن أنت اجتهدت في تقديم المشورة والنصيحة فأسأل الله أن يعفو عنك، وعليك أن تستغفري الله وتتوبي إليه، وتطلبي منه العون والسداد.

عليك أن تواصلي مسيرتك في تقديم الخير للآخرين، وأن تحافظي على ما وفقك الله له من صلاة وصيام وقيام وطاعة، فهذه الهمة العالية تغبطين عليها، وصاحب الهمة العالية لا ينهزم أو ييأس، فتفاءلي دائما بالخير وبالنجاح.

وأما هذا الشاب فاقطعي علاقتك به، واحذري استمرار الاتصال، واحذفيه من القائمة، واطلبي منه إن كان صادقاً في الزواج منك أن يتقدم لخطبتك وإتمام إجراءات الزواج، ثم اعلمي أن من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً