الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف أن أتكلم أو أعرض رأيي في أي شيء خوفاً من الوسواس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوسواس قهرني حتى ظننت أن كل كلمة أتكلم بها هي استهزاء بالدين، وكل شيء خاطئ أعمله أوسوس أنه مخرج من الملة حتى ضاق الدين علي.

للمثال على ذلك قلت لأحد جملة حياك الباري في صحيح البخاري، الأصل أني لا استهزئ بالدين، ولكن الوسواس الذي يجول في خاطري يقول: إنك استهزأت بالدين وأنت خرجت من الملة، وهكذا أصبحت أخاف أن أتكلم، أو أن أعرض رأيي خوفاً من هذا الموضوع، فهل مثل هذا المثال يكون استهزاء بالدين؟ وكيف لي أن أتخلص من الوسواس القهري؟

أرجو الإجابة، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


مرحباً بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك من هذا الداء، فإن الوسوسة من شر الأدواء التي إذا سيطرت على العبد أفسدت عليه دينه ودنياه، ولذا فنصيحتنا لك أيها الحبيب وهي نصيحة من يحب لك الخير أن تكون حازماً جاداً في الأخذ بأسباب الوقاية، والعلاج لهذا المرض، ولا علاج له أنفع من تركه بالكلية وعدم الاسترسال مع الوساوس والالتفات إليها، فإنك كلما استرسلت معها تمكنت فيك، وقد جرب الموفقون كما قال العلماء تركها فشفاهم الله عز وجل منها.

ليس فيما ذكرت أيها الحبيب أي شيء يخرج من الملة، فعليك أن تريح نفسك من هذا، فنصيحتنا لك بأن تحاسب نفسك في ألفاظك فلا تتكلم إلا في الخير، وتجنب المزاح والكلام الذي لا يدرى عاقبته، فيما يتعلق بأمر الدين وإذا صدر منك شيء عن جهل أو عن غير قصد فإنك غير مؤاخذ بذلك.

نحن نؤكد ثانياً أيها الحبيب أنك أحوج ما تكون إلى مجاهدة نفسك في عدم الاسترسال مع هذه الوسوسة، وأن لا ترتب عليها شيئاً، وستجد بإذن الله تعالى العافية وسترى إن شاء الله سوف تشفى من هذا المرض رويداً رويداً، نسأل الله تعالى أن يذهب عنك كل سوء ومكره.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً