الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر بتناول الفلوكستين لعلاج الاكتئاب المزمن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أعاني من اكتئاب مزمن، وأنا منذ حوالي (10) أشهر أتعاطى حبة فلوكستين (20) غرام، حبة واحدة صباحًا.

فهل أستمر في تعاطيها؟ وإلى متى؟ وهل أتوقف عنها؟ وهل الاستمرار فيه إدمان؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الاكتئاب مرض منتشر جدًّا، وأنا دائمًا أرى أن الموفقين هم الذين يخضعون أنفسهم للعلاج، بمعنى أن لا يحرموا أنفسهم من نعمة العلاج، وأنت -الحمد لله- على الطريق الصحيح, وتتناول الآن حبة واحدة من الفلوكستين يوميًا، وهذه جرعة بسيطة، والفلوكستين دواء فعال وممتاز وسليم جدًّا، فأنا أود أن أؤكد لك أنه لا يسبب أي نوع من الإدمان.

الفلوكستين معروف في أسواق الأدوية النفسية منذ عام (1988) ويمكن أن نقول إنه أشهر الأدوية لمضادات الاكتئاب على مدى التاريخ، وهذا بالطبع ناتج من فعالية الدواء, وليس لأي سبب آخر، أضف إلى ذلك سلامته, وقلة آثاره الجانبية، فأرجو أن تطمئن تمامًا على أن هذا الدواء سليم, وأن الاستمرار عليه لأي مدة لن تكون له -إن شاء الله تعالى- أي تبعات سلبية.

لكن بكل تأكيد من الضروري جدًّا أن يُدعم الإنسان العلاج الدوائي بعلاجات أخرى؛ فالاكتئاب النفسي أحد توابعه دائمًا هو التفكير السلبي، وأن تهتز ثقة الإنسان في نفسه وفي مقدراته، ولذا رأى علماء النفس أن أفضل طريقة لهزيمة الاكتئاب تأتي من خلال التفكير الإيجابي، وأن يكون الإنسان فعّالًا، وأن يدير وقته بصورة صحيحة، وأن يغيِّر نمط حياته لتكون هنالك نوع من الحيوية والأنشطة المختلفة.

انتهاج هذه المناهج والمناهج المشابهة يعتبر إضافة علاجية ضرورية ومهمة, وداعمة للعلاج الدوائي، فكن حريصًا على ذلك.

بالتأكيد إذا استطعت أن تراجع الطبيب النفسي من وقت لآخر، فهذا أيضًا فيه خير كثير؛ لأنك بالطبع لن تحتاج أبدًا أن تتناول الدواء لسنوات وسنوات، لا أرى أن هنالك أي داعٍ لذلك مطلقًا؛ فالملاحظة الطبية والمتابعة دائمًا فيها خير كثير للإنسان؛ لأن الطبيب النفسي المقتدر يكون دائمًا في وضع أفضل لتقييم الحالة، ليس كل ما يشعر به الإنسان هو المقياس الوحيد لتقييم الحالة النفسية, بل هنالك ملاحظات يقوم بها الطبيب، هنالك بعض الاختبارات، هذه كلها تعتبر مكمّلة للحالة التشخيصية.

عمومًا: أختم بأن أقول لك: الفلوكستين دواء سليم، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك كثيرًا على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً