الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من القلق المتواصل ومن الإرهاق، فماذا أعمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر أني أتعايش منذ زمن بعيد مع أحد الأمراض النفسية والعصبية، نظرا لمروري بالعديد من المشاكل العائلية القاسية منذ الصغر، وقررت أن أستعين بالله للعلاج لأستطيع تربية أولادي بشكل سليم.

فأنا ومنذ الصغر وأنا أعاني من القلق المستمر على أي شيء، وأجد صعوبة في التعامل مع الناس، تكون على شكل خجل، أو الابتعاد عن التـعامل، حيث أجد نفسي في كثير من الأحيان أبتسم أو أضحك في مواقف غير مناسبة، مما يصيبني بحرج شديد ومشاكل من نوعيات عديدة، لذلك أتجنب التعامل مع الناس.

- أيضا أنا أخاف بمعدل أسرع من الآخرين، وقد أصاب بشلل طارئ عند التعرض لمواقف لا تستحق.

- أتأثر بشدة لكل موقف أو كلمة من أحد، كرئيسي في العمل مثلا، وقد لا أستطيع اتخاذ موقف مناسب، أو أتخذ موقفا أكبر من الحجم المطلوب، وقد يصيبني ذلك بحزن وإحباط.

خوف شديد يصل لحد الشلل الكامل من الارتفاعات في حالة عدم وجود سور؛ مما يعيقني كثيرا عن أداء عملي.

- مشاكل وآلام البطن والهضم عندي شبه مستمرة، حيث أني وباستمرار أتعايش مع ألم في البطن في الجانب الأيسر، صعوبة في الإخراج الطبيعي، إما الإمساك أو الإسهال، وكذلك ألم في الصدر والرقبة وصداع وحرقان في الرأس والجسم، كسل
وخمول في الصباح، إرهاق، شحوب، نوم غير مريح، كوابيس منتقاه ليوم فائق التعكر والحزن، طنين في الأذن، رعشة في جفن العين اليمنى.

ارتفاع نسبي أو انخفاض بضغط الدم بدون نظام، حيث يحدث فجأة انخفاض الضغط إلى 90-55 خاصة بعد العلاقة الزوجية مع هبوط وشحوب وبرد شديد، وشعور بلخبطة في الصدر ثم ضيق التنفس، وصعوبة في النوم، وقد يرتفع الضغط بشدة في اليوم التالي أو بعد التالي، (140-95، وهو رقم كبير جدا بالنسبة لي).
ملحوظة:

تم فحص القلب ولم يظهر شيئا مرضيا، والفحص الباطني ظهرت بعض دهون الكبد والأحماض الثلاثية، وأظهرت الأشعة تيبس بالرقبة بداية مشاكل للفقرات.

أرجوكم المساعدة في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وإن شاء الله تعالى مشكلتك أصغر وأقل مما تتصور العائلية القاسية، نحن لا نقلل من شأنها، لكن -يا أخي- لا يعتبرها الإنسان خبرات وتجارب وعبر، يمكن أن يستفيد منها وهذا هو واقع الأمر.

يجب أن لا تكون حساساً، تفسر كل شيء بمزاج اكتئاب؛ لأن هذا يؤدي إلى السلبيات في كل شيء،لا تنسى ما هو إيجابي في حياتك، والوصول لمعرفة الإيجابيات دائماً يكون من خلال التأمل الإيجابي والموضوعية والثقة بالنفس، وأن يكون الإنسان مفيداً لنفسه ولغيره.

فيا أخي الكريم: يجب أن تضع هذا منهجاً في حياتك، إدارة الوقت بصورة ناجحة نحن نعتبرها من مفاهيم إدارة الحياة بصورة ناجحة، وما تعانيه من قلق عام، ظهر عليك في صورة مخاوف متعدد، منها شيء من الرهاب الاجتماعي، الخوف من المرتفعات، وهذه كلها متداخلة، أي أنك لا تعاني من أمراض متعدد، إنما هو علة واحدة، وهي قلق المخاوف، وهذه أيضا ظهرت لديك في شكل قولون عصبي وانقباضات في عضلة فروة الرأس، مما تؤدي إلى الشعور بالصداع والخمول في الصباح، وكذلك الشعور بالجهد والإرهاق وتعكر المزاج، فهي من الواضح أنها تشير إلى وجود قلق اكتئابي من الدرجة المتوسطة، تذبذب ضغط الدم ناتج من العصاب، أي التوتر، فأرجو أن لا تنزعج -أخي الكريم-.

فإذن نطالبك بالتفكير الإيجابي بأن تمارس الرياضة، والرياضة تفيد كثيراً في مثل عمرك، وموضوع الدهنيات الثلاثية يحسم من خلال ممارسة الرياضة، وكذلك ترتيب الطعام وتناول الأغذية التي لا تؤدي ارتفاعات الدهنيات الثلاثية، أما إذا كان الارتفاع عالٍ ومخلٍ، ولم يستجب للأسس التي ذكرناها فلابد أن تقابل الطبيب المختص، وإن وصف لك العلاج المطلوب فيجب أن تتناوله، دهون الكبد هي حالة عادية جداً تختفي غالباً بتخفيف الوزن.

بالنسبة لما أظهرته الأشعة من تيبس في الرقبة هذه متغيرات عادية جداً، نجدها عند الكثير من الناس عند عمر الثلاثين، أنت محتاج لعلاج دوائي، وهنالك أدوية فاعلة وممتازة، مزيلة للقلق والتوترات والمخاوف، وأفضل دواء يناسب حالتك هو عقار مودبكس، والذي يعرف في بلدان أخرى باسم لسترال، وكذلك زولفت، واسمه العلمي هو سيرتللين، أرجو أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي (50) مليجرام، تناوله بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبتين في اليوم، يمكن تناوله كجرعة واحدة ليلاً، أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، واستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة مساءً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

حتى نضمن فعالية السيرتللين بصورة جيدة يمكن أن ندعمه بعقار دوجماتيل، فهو دواء مشهور جداً ومعروف في مصر، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة هي (50) مليجرام تستمر عليها لمدة شهرين ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: أرجو أن تطور نفسك اجتماعياً ومهنياً، وهذه المهارات مهمة جدًا؛ لأنها تخلص الإنسان من كل الشوائب النفسية السلبية، وتحسن مزاجه، ويكون إيجابياً في تفكيره.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً