الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ورم ليفي في جدار الرحم، وهبوط في المشيمة، هل يؤثر على الحمل؟

السؤال

أنا متزوجة منذ 5 أشهر، وهذا أول حمل لي، أعاني من ورم ليفي في جدار الرحم، وأنا حامل في الشهر الرابع، وعندي هبوط في المشيمة، وعندما أمشي كثيرا، أو أبذل أي مجهود، ولو خفيف، أو جماع خفيف مع زوجي، يحدث لي نزيف.

علما بأني أعاني من آلام صعبه جدا أسفل البطن، وخصوصا الجانب الأيمن، وصعوبة في التبول مع كثرة التبول أكثر من مرة في أقل من ساعة مع ألم صعب جدا عند التبول في الجانب اليمين.

علما بأني كنت من الشهر الأول آخذ (دوفاستون) مع حمض (الفوليك)، والآن آخذ (سايكولوجيست) مع حبوب الحديد والكالسيوم، ولكن هل هذا الورم وهبوط المشيمة يؤثر على الحمل؟ أم على الجنين أم على حياتي بعد ذلك؟

فأنا في غاية القلق باستمرار مع العلم بوجود الجنين بوضع جيد، ونبض وحركة الحمد لله، ولكني منذ الشهر الأول، كنت أعاني من إفرازات بنية اللون وبعد ذلك نزفت دم كثير، وتبين في الأشعة الورم، وهبوط المشيمة، ولكنها أعلى عنق الرحم بـ 1,2 سم، فقط فهل هذا خطر؟

وعذرا على الإطالة، وجزاكم الله كل خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفهم قلقك ـ ياعزيزتي ـ , وأسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل، والولادة على خير.

إن هبوط المشيمة لا يشخص إلا بعد بلوغ الحمل 20 أسبوعا, فمع كبر حجم الرحم تنمو المشيمة للأعلى وأكثر من 90% من الحالات التي شخصت على أنها هبوط في المشيمة تصبح حالات طبيعية تماما, بإذن الله، وكونك تذكرين بأن المشيمة تبعد بمقدار 1.2 سم عن عنق الرحم فهذا أمر مطمئن, لأن الاحتمال الغالب عندك هو أن تصبح طبيعة تماما إن شاء الله.

بالنسبة للورم الليفي لم تذكري لي موضعه وحجمه, لأن تأثيره على الحمل يعتمد على موقعه وحجمه, فإن كان على سطح الرحم مثلا, فلا تأثير يذكر له على الحمل, أما إن كان تحت البطانة الرحمية، وبحجم كبير, فيجب التعامل مع الحالة بحذر شديد، وعمل متابعة متقاربة, واللجوء إلى الراحة قدر الإمكان, والامتناع عن الجماع خاصة بوجود الدم, فالهدف هنا هو منع الولادة المبكرة وإيصال الحمل إلى مرحلة يكون فيها الجنين قابلا للحياة بإذن الله.

الورم الليفي يكبر في الحمل, وقد يتعرض إلى تموت في بعض أجزاءه, مما يسبب الألم البطني الذي قد يسبب تقلصات رحمية لا قدر الله, لذلك أنصحك بالراحة قدر الإمكان, والاستلقاء أو النوم على الجانب الأيسر, وبالإكثار من تناول السوائل المفيدة والماء خاصة, لأن هذا يحسن التروية الدموية للرحم، وسيقلل احتمال حدوث التنخر في الورم, وبالتالي احتمال الألم، وفي حال شعرت بأي ألم لا قدر الله فيلزم مراجعة المستشفى لإعطاء المسكنات والسوائل.

إن كل ما نقوم به في هذه الحالات هو معالجات عرضية فقط أي علاج للأعراض التي من الممكن ظهورها، وكلها عبارة عن أخذ بالأسباب, فلا توجد معالجة مضمونة وشافية للورم إلا بالجراحة وهي لا ينصح بها في الحمل ولا ينصح بها خارج الحمل أيضا طالما أن السيدة تحمل والورم لا يسبب لها الإجهاض أو الولادة الباكرة.

ونحن نرى الكثيرات، وقد أتممن حملهن رغم وجود أورام ليفية، وبدون مشاكل, أو بمشاكل يمكن السيطرة عليها بإذن الله، ومن الأعراض التي ذكرتها فقد يكون لديك التهابات بولية, وهذه الالتهابات يجب أن تعالج بسرعة, لأنها أيضا قد تسبب ولادة مبكرة, وأنصحك بعمل مزرعة للبول، وبناء على النتيجة تناولي نوع المضاد الحيوي المناسب لها.

أدعوك للتفاؤل، واستمرار الدعاء لله، والأخذ بالأسباب، والأهم التوكل على الله عز وجل فهو خير الحافظين.

ندعو الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً