الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرشح في الأنف فهل هذه حساسية جيوب أنفية؟

السؤال

السلام عليكم.
لكم كل الشكر والتقدير على جهودكم المبذولة لخدمة الناس، وجعل الله ذلك في موازين حسناتكم.

سؤالي: عن حساسية الجيوب الأنفية، فمنذ عامين تقريبا أصبت بزكام قوي، وبعد ذلك اختفت أعراض المرض ما عدا الرشح، وقد لاحظت أن الرشح كان ثقيلا، وكان يمتلئ أنفي بالإفرازات المخاطية - أكرمكم الله – سريعا، مع انسداد في الأنف، وإفرازات مخاطية شفافة وبيضاء، غزيرة جدا، استمر الوضع شهرا تقريبا ثم خفت الأعراض، ولكن بعدها لاحظت أنني أعطس ويسيل أنفي عند شم أي رائحة، يسيل أنفي وتدمع عيني.

الأعراض الآن قلت، ولكن أود التخلص منها نهائيا، فهل هذه حساسية جيوب أنفية؟ وهل سببها الزكام القوي؟ مع العلم بأنني لا أتعرض لمثيرات الحساسية، ولم أعانِ منها من قبل؟ وما أفضل علاج؟ وهل تتسبب الحساسية في الجيوب بانتفاخ تحت العين، حيث لاحظت هذا الأمر مؤخرا؟ وهل سيستمر الوضع أم سيزول؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك فارق كبير بين الزكام وبين الحساسية، وإن كان هناك قاسم مشترك بينهما، ألا وهو الانسداد والرشح والعطاس.. ويزيد الزكام بوجود آلام مبرحة بالجسم، مع ارتفاع في درجة الحرارة، وتزيد الحساسية بوجود حكة بالأنف أو العين أو الأذن أو الحلق مع تدميع بالعين.

الحساسية من الأمراض المزمنة التي يجب التعايش معها، حيث أنها لا تزول إلا بالبعد عن مهيجاتها مثل العطور والبخور والمنظفات الصناعية، والمبيدات الحشرية والدخان والغبار ورائحة الدهانات والبويات؛ ولذا يجب التعرف على مهيجات الحساسية لدى كل شخص على حدة، حيث أنها تختلف من شخص إلى آخر، حتى يتسنى الابتعاد عنها، كما أن الحساسية يكون لها عامل وراثي، ولكنها قد تظهر في أي مرحلة من مراحل العمر، وليسا شرطا أن تظهر عند الولادة، فقد تظهر بعد سن العشرين أو الثلاثين أو حتى بعد الأربعين.

هناك بعض التناقض في تبيان الشكوى، ففي البداية تقولين أنك لاحظت أنك تعطسين ويسيل أنفك عندما تشمين أي رائحة - وهذه هي المهيجات-، ثم تعودين لتقرري بأنك لا تتعرضي لمثيرات الحساسية!

والحساسية تكون في الأساس بالأنف، ونتيجة لانسداد الأنف بسبب تلك الحساسية يحدث التهاب بالجيوب الأنفية لتجمع الإفرازات بتلك الجيوب لانسداد الأنف، وانعدام التهوية بها، وتكاثر الميكروبات عليها، فيحدث بعض الانتفاخات في الوجهة وتحت العين.

فخلاصة القول أنك تعانين من حساسية مزمنة، وهذه الحساسية بسبب التعرض لإحدى المهيجات المذكورة آنفا؛ ولذا يجب التعرف على ما يسبب العطاس والرشح والحكة، سواء بالأنف أو العين مع تدميع العين، فنبتعد عنه حتى تزول تلك الأعراض، فهذا هو العلاج الأساسي للحساسية، ولكن قد يصعب تجنب بعض المهيجات مثل أيام الخماسين والتي تسود فيها الأتربة جميع الأجواء، فيمكننا تناول حبوب مضادة الهيستامين مثل كلارا أو لورين حبة كل مساء مع بخاخ مثل فلوكسيناز أو رينوكورت بخة مرتين يوميا حتى نقلل من تلك الأعراض، وأما في حالة وجود التهاب في الجيوب الأنفية ووجود مخاط وإفرازات ملونة بالأنف مما ينتج عنها صداع شديد، فيجب التخلص من تلك الإفرازات باستعمال الغسول القلوى عن طريق الاستنشاق والاستنثار، وكذلك استخدام مضاد حيوي قوي مثل - تافانيك أو أفالوكس 400 مج - حبة واحدة يوميا لمدة أسبوع على الأقل، حتى يمكننا التغلب على هذه الالتهابات.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عادل العتيبي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مساءء الخيرات على الجميع
    حبيت بس أعقب على جواب الأخ الكريم
    بأنه فعلا الأساس من العلاج أننا نبتعد عن المهيجات للحساسية وأهمها البخور والعطور لأنه كما هو واضح لنا أننا ما نستغني عن العطورات سواء معطرات جسم أو معطرات منزلية والمهم من هذا كله إذا بغيت أنك تزيل الشجرة تماماً لازم من تبدأ من جذورها بمعنى أنه ماراح ترتاح ولا راح تزول هالحساسية بإذن الله إلا ب أنك تبتعد عن العطور والبخور وكذلك الدخان وما شابه ذلك .


    وتقبلوا مروري وتحياتي لكم ،
    ودمتم بود

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً