الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق النجاح في دراستي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في المدرسة أبلغ من العمر (17) عامًا، وفي السنة القادمة إن شاء الله سأكون في الثانوية العامة، وأنا طالبة متفوقة في دراستي، وأريد أن أدرس وأجتهد كي أتمكن من دراسة الطب في الجامعة، ولكنني خائفة كثيراً أن لا يتحقق ذلك، وخصوصاً أن جميع عائلتي تعلق آمالاً علي.

إنني أدعو الله دائماً أن يحقق لي مبتغاي، ولكنني أشعر بعدم الثقة بالاستجابة، وأتذكر أني قد دعوت الله في أمور لم تتحقق فألوم نفسي، ثم أعود وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأقول لنفسي إن الله حكيم، ويقدر الخير دائماً.

إنني غالباً أحس بالتشاؤم وعدم الاطمئنان، وتمسكي بطموحي يزداد ويزداد، ولكني أخاف أن أصدم في النهاية!

إنني أتمنى منكم يا أهل العلم والنصح، أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح، شاكرة لكم جهودكم الخيرة، ودمتم للدعوة والعطاء للأمة الإسلامية أجمع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على السؤال.

بالتشاؤم يمكن أن نخرّب أهداف حياتنا وطموحاتنا، وبالأمل ومن خلال بذل الجهد، يمكن أن نصل لتحقيق أعلى النتائج.

من الواضح أنك طموحة بالإضافة لتفوقك، ولكن حتى المجتهد يمكن أن تأتيه لحظات يشك فيها بنفسه وإمكاناته، ولا بأس بالقليل من هذا التشكك، والقليل من ضعف الثقة بالنفس، فهذا مما يدفع الإنسان للمزيد من بذل الجهد، وللمزيد من التركيز على أهدافه وطموحاته.

لكن إن زاد هذا الشك عن الحد الخفيف فإنه يمكن أن يأتي بالنتائج المعاكسة، مما يُقعد الإنسان عن البذل وعن الاستمرار، فالسؤال ليس في كيف أتخلص نهائياً من مثل هذا التردد، وإنما كيف أحوله لموقف وعمل إيجابي؟

سؤالك هذا أعادني سنين كثيرة للوراء عندما كنت طالباً في الثانوية، وكنت أحلم بدخول الجامعة ودراسة الطب، وكانت تأتيني مثلما تأتيك الآن بعض الأفكار التشاؤمية والسوداوية وبعض التشكك بالذات، إلا أن الله تعالى وفقّ ويسّر بدراسة الطب، وأنا أتذكر الآن الكثير من التفاصيل من تلك الأيام.

كيف السبيل الآن؟ دعي هذه الأفكار التشاؤمية تأتي وتذهب، ولكن استمري في ذات الوقت بالدراسة والتحصيل وبذل الجهد، والله تعالى لن يضيع عملك، ولا عبرة في أنك دعوت من قبل لأمر ما، ولم يتحقق، فإن الله تعالى معك، وقد يؤخر تحقيق ما يريده الإنسان لحكمة يعلمها سبحانه، والإنسان في كل الأحوال هو على خير ومأجور على دعائه.
------------

لمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول آداب الدعاء وطرق إجابته: ( 280536 - 2110220 )، هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة هنادي

    يا له من موطوع جيد وانا احب دراستي

  • الجزائر anayis

    شكرا على النصائح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً