الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوار ودوخة تشبه حالة الشخص عندما تقلع الطائرة.. فما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا آخذ دواء سيتالوبرام ( ليسيتال ) 20m أعاني من اكتئاب وقلق، شعرت بتحسن، ـ ولله الحمد ـ منذ الأسبوع الأول ـ والحمد لله ـ تداركت الموقف منذ أن شعرت بأني لست طبيعية، استمررت على أخذ العلاج شهرين ونصف إلى 3 أشهر حصل بين هذه الفترة توقف لمدة أسبوعين للعلاج، ورجعت مره أخرى، وبنفس الجرعة ثم استمريت مرة أخرى ثم توقفت، بسبب إهمال مني وعدم الحرص.

تركت العلاج ظنا مني أني بخير، لكني الآن أشعر بحالات قلق، لكن ليست بطريقة مكثفة كما في السابق، شعرت بين فترة التوقف، وإلى الآن، ولم أستعمل العلاج، لا أدري ما سبب هذا العناد والإهمال؟ لكن الذي حصل هو أني بدأت أشعر بأعراض لم أعهدها من قبل يأتيني دوار ودوخة، لكن ليست كأي دوخة، لا أدري كيف أوصفه لك؟ لأنه يشبه حالة الشخص عند ضغط الإقلاع في الطائرة، أشعر بضغط شديد في رأسي، وليس ألما ويصاحبه شيء يشبه الارتجاج، وكأنك فوق أمواج وطنين في الأذن كلها تجتمع سوية وتحدث في لحظة واحدة يستمر لعدة ثوان، ثم يختفي، ثم يعاودني مرة أخرى، وإلى هذه اللحظة أشعر بها، ومع ذلك لم أرجع لأخذ العلاج مرة أخرى.

هل السبب هو تركي للعلاج أم ماذا؟

مع العلم أني لم أراجع طبيب أذن أبدا، ربما لأني واثقة أن ما أشعر به ليس ألما، ولا دوارا يجعلني أسقط على الأرض، ولا أعراض التهاب أذن، إنما كأني في دوامة بالضبط مع ضغط شديد على الرأس يستمر لثوان، ثم يذهب ويصاحبه ارتجاج، أشعر أن رأسي يتحرك يمينًا ويسارًا شعور غريب جدًا، علما بأني لا أشكو سابقاً من أذني، ولم أشعر بهذا العارض أبدًا في حياتي، أرجو الإفادة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن أعراضك هي أعراض نفسية واضحة، القلق والاكتئاب البسيط الذي تعانين منه بصورة فعالة جدًّا بواسطة عقار (استالوبرام)، لكن بعد أن توقفت من الدواء رجعت لك الأعراض، وإن كان فيها شيء من الاختلاف عما سبق، وهذه الملاحظة نشاهدها تصيب الكثير من الناس.

أعراض الدوخة من الأعراض المزعجة جدًّا لصاحبها، وكل إنسان يشتكي من الدوخة لابد أن يقوم بإجراء فحوصات أساسية، هذه الفحوصات تتمثل في التأكد من مستوى قوة الدم، وكذلك السكر، ومستوى الضغط، ولابد أن تفحص الأنف والأذن والحنجرة، وكذلك يتأكد من النظر.

هذه أساسيات وهو الحد الأدنى المطلوب من الفحوصات الطبية التي يجب إجراؤها، وأنا أنصحك بذلك، أي أن تقابلي الأطباء المختصين لإجراء هذه الفحوصات، أو يمكن لطبيب الأنف والأذن والحنجرة أن يقوم بكل ما ذكرناه لك من فحص.

مهما كانت درجة تأكدك أنه لا يوجد أي علة في الأذن، لكن التأكد دائمًا أفضل أن يكون عن طريق المختص، وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي سوف تجعلك تطمئنين أن السبب بالفعل هو سبب نفسي بسيط، وأنا على قناعة تامة أن القلق النفسي هو الذي أدى إلى كل هذه الأعراض، لكن أكرر أن المنهج العلاجي السليم هو أن يتم التأكد من الحالة العضوية لديك.

أرى بعد أن يتأكد لك الأطباء من سلامة كل شيء من الأفضل لك أن تتناولي دواء مضادا للقلق والتوتر والاكتئاب، وعقار (إستالوبرام) – هو خيار جيد – فإن أردت أن ترجعي له فأنا على توافق تام مع هذا الرأي، لكن يجب أن تستمري على الدواء بجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك اجعليها نصف حبة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو المنهج الصحيح والمنهج السليم لتناول (الإستالوبرام).

أما إذا أردت أن تنتقلي إلى دواء آخر فالبديل الجيد هو عقار (سيرترالين) – هذا هو اسمه العلمي واسمه التجاري هو (زولفت) أو (لتسرال) – والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة - أي خمسين مليجرامًا – يوميًا، استمري عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه هي الأسس من حيث كيفية التعاطي مع الأدوية، وأنا أعتقد أنه من الضروري أن تتناولي الدواء.

كثير من الناس ينفرون من تناول الأدوية، وذلك نسبة لمعتقدات خاطئة، أو أن الواحد لديه القناعة أنه يمكن أن يعالج نفسه بنفسه، هذا مبدأ ممتاز ومنهج سليم، لكنه كثيرًا ما يكون غير مجد، لأن المكون البيولوجي للقلق والتوتر والاكتئاب والوسواس والمخاوف وجل الأمراض النفسية، ناتجة من تغيرات كيميائية تحدث في كيمياء الدماغ، ومن المنطق أن نقول أن الكيمياء لا تصحح إلا الكيمياء، أي تناول الدواء، وبفضل من الله تعالى أصبحت الآن هذه الأدوية سليمة وممتازة ومتوفرة، فلماذا يحرم الإنسان نفسه من نعمة أنعم الله بها عليه.

هذا لا يعني أبدًا أننا نقلل من شأن العلاج السلوكي وتنمية الذات وتأكيدها والنظرة الإيجابية نحو المستقبل، وممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وأن يشعر الإنسان بكينونته، وأن يكون له هدف في هذه الحياة، وأن يحافظ على الصلاة في وقتها، والحرص على أن يكون له ورد من القرآن، وأنت موجودة في المملكة العربية السعودية، فلماذا أيتها الفاضلة الكريمة لا تذهبي لتلتحقي بأحد مراكز تحفيظ القرآن؟ هذا سوف يكون مفيدًا لك جدًّا، لك إن شاء الله تعالى الأجر والثواب، وفي ذات الوقت يتوفر لك التواصل الاجتماعي الجيد الذي يزيل القلق والتوتر ويشعرك بالكثير من الطمأنينة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً