الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بلغت الثالثة والعشرين ومازلت أعيش أحلام اليقظة

السؤال

السلام عليكم.

منذ الـ (15) من عمري وأنا أفكر كثيراً بأشخاص معينين, في البداية معلمتي ثم أحد أقربائي, تفكيري دائم بأشياء لم تحصل ولكنها من خيالي, وترتبط بهذا الشخص, أتخيل مواقف, وأتكلم وأضحك مع نفسي, وأغرق في هذا فترة طويلة, ولو رآني أحد لظن أني جننت! لدرجة أني ضيعت وقتي, وتأخرت في دراستي, وحدت من تفكيري, ولكني لم أستطع التوقف, لم أجد عند البحث على الانترنت اسماً لحالتي, قد يبدو تفكيري سخيفاً, ولكنه أتعبني، هل هو مرض نفسي؟ أم أمر طبيعي؟ وكيف أتخلص منه؟ وكيف أسيطر على أفكاري؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإذا كان تفكيرك حول الأشخاص الذين ذكرتهم هي مجرد أفكار سخيفة لا تركز على شيء معين؛ فهذه أفكار وسواسية، وليست أكثر من ذلك, والفكر الوسواسي كثيراً ما يكون مضحكاً، وطريقة العلاج هي أن تحقري هذه الفكرة, وأن تربطيها بالمنفرات، ولتطبيق أحد التمارين السلوكية البسيطة قومي بالجلوس على الكرسي, ثم خذي نفساً عميقاً حتى يأتيك الإحساس بالاسترخاء التام، بعد ذلك تأملي الفكرة الوسواسية, في نفس الوقت قومي بالضرب على يديك بشدة وقوة؛ حتى تحسي بالألم, والربط ما بين الفكرة والوساوس والألم يضعف الفكر الوسواسي, وهذا التمرين يكرر عشر مرات في متتالية.

تمرين آخر: أن تحقري الفكرة, وتخاطبيها مخاطبة مباشرة, وأن تقولي لها (أنت فكرة سخيفة, قفي, قفي, قفي) كرري هذه التمارين عدة مرات وهي سوف تفيدك، ومن المهم جداً أن تصرفي انتباهك لما هو مفيد, وصرف الانتباه لما هو مفيد لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال حسن إدارة الوقت.

ربما يكون أيضاً من المفيد أن تتناولي دواء بسيطاً مزيلاً للألم ومضاداً للوساوس, أنت في حاجة له بجرعة صغيرة, والدواء يعرف باسم (فافرين Faverin) والاسم العلمي هو (فلوفكسمين Fluvoxamine) وأعتقد أن جرعة (50) مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين سوف تكون كافية جداً لحالتك، ومقابلة الطبيب النفسي أفضل, أنت لا تعانين من مرض نفسي حقيقي, وإنما هي مجرد ظاهرة, لكن كان من المفترض أن تختفي في هذا العمر, هذه الأفكار قد تأتي في مراحل اليفاعة كنوع من أحلام اليقظة الوسواسية, ولكن ما دام الأمر مستمراً معك, وأخرك في الدراسة, وضاع وقتك, أعتقد أن العلاج الدوائي مبرر، بل هو مطلوب في مثل هذه الحالة.

وضحنا لك صور التخلص, وسيطرة الأفكار تأتي دائماً من خلال صرف الانتباه نحو ما هو أفيد وأفضل، وتطبيق التمارين التنفيرية سوف يكون مفيداً أيضاً, ولاشك أن الفافرين سوف يكمل الوصفة العلاجية بصورة فاعلة، أسأل الله أن ينفعك به.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً