الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فشلي في السنوات الماضية جلعني محبطا...فأين طريق النجاح؟

السؤال

السلام عليكم..

حاولت أكثر من مرة تحقيق بعض الأهداف -على الأقل الصغيرة في حياتي- لكن دون جدوى، علاماتي في الدراسة سيئة، لا أستطيع المذاكرة حتى ولو لدقيقة واحدة، وأنا أشعر بأني فاشل كلياً تجاه الدراسة بسبب علاماتي التي وصلت إلى 50 بالمائة، والتي تشعرني باليأس، علماً أني منعزل على الناس، لا أستطيع فعل شيء إطلاقاً، والآن أنا أشاهد نفسي أهوي إلى الفشل واليأس، وهذه المشكلة عندي لأكثر منذ 7 سنوات، لم أعرف حلها رغم أن أني أبحث عن حل لها، لكن ما دفعني في الأخير إلى النجاح أنه بدأ عندي طموح، لكن بسبب فشلي المتكرر أشعر أني لا أقدر أن أحققه، لأن فشلي في السنوات الماضية جعلني محبطاً، حتى أني كرهت نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الإنسان كثيراً ما يسجن نفسه في أفكار ومعتقدات عن نفسه بأنه مثلاً بصفات وقدرات معينة، وتأتي هذه الأفكار من مواقف الناس منه ومن كلامهم عنه، فقد يقولون عنه مثلاً أنه خجول أو متردد أو ضعيف أو غير ذلك، فإذا به يحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن يكتشف بأنه قد ظلم نفسه بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار.

لابد لك أيها -الشاب الكريم- وقبل أي شيء آخر أن تبدأ بحب هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبلها كما هي، فإذا لم تتقبلها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟! مارس عملك بهمة ونشاط، ارع نفسك بكل جوانبها، وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعط نفسك بعض الوقت لتبدأ تقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعر بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

ولهذا يقول لنا الله تعالى {ولقد كرمنا بني آدم} فنحن أخي الكريم مكرّمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف علينا التعامل معها، وكما يقال (فاقد الشيء لا يعطيه) فكيف أطلب من الآخرين أن يحترموني إذا كنت أنا لا أقدر نفسي حق قدرها؟

لقد مضت عليك عدة سنوات وأنت تشعر بالإخفاق وعدم النجاح، فأرجو أن ترفق بنفسك، وتعطي نفسك بعض الوقت للتغيير والانطلاق، ابدأ بمشاريع صغيرة، ومن خلال النجاحات البسيطة الصغيرة، ستتكون عندك طاقة إبداعية تدفعك للمزيد من العمل والمزيد من النجاحات {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً