الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري وزيادة الوزن أثرا على حياتي

السؤال

أعاني منذ أكثر من 7 سنوات من مرض الوسواس القهري، وقبل 3 سنوات راجعت طبيباً نفسياً، وشخص مرضي بأنه وسواس قهري، وبدأت بتناول الفافرين (50-200) غرام تدريجياً.

كنت أحياناً لا أتناول الدواء عندما تتحسن حالتي، وأعرف أني مخطئ، ونوعاً ما الآن تحسنت حالتي، وأعاني من مشكلة المثانة العصبية، وبعض الأفكار الوسواسية.

المشكلة الكبرى الآن التي أود استشارتكم بها هي أني أتناول الطعام كثيرًا، حيث أنه بلغ وزني 127 كلغ، وكلما أحاول أن أعمل حمية غذائية أفشل وأضعف، وأحس أن شعوري بالحاجة لتناول الطعام شديد جدًا، وقد أثر وزني على حياتي فأصبحت مكتئباً، حيث أنني أشعر بالتعب عند ممارسة أي جهد بدني، حتى عند دخول دورة المياه، خصوصاً أني أدخلها كل ساعتين تقريباً، أرجوكم ساعدوني لأخفف من وزني.

جزاكم الله خيرًا، والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالدافعية وقوة الإرادة والتصميم والعزيمة هي الآليات المطلوبة في حالتك لتحل كل صعوباتك، وهذه تتأتى منك أنت، لا أحد يستطيع أن يقوي من إرادتك أو يحسن من عزيمتك، أنت لديك القدرة ولديك القوة ولديك الفهم، ولديك الاستبصار، وأنت مرتبط ارتباطًا تامًا بالواقع، هذه المفاهيم يجب أن ترسخها تمامًا وتصر عليها، ثم تقدم على ما تريد أن تفعله، وهو القضاء على الوساوس وتخفيف الوزن.

إذن هناك حاجة لتغيير فكري، هنالك حاجة لتغيير معرفي، وبعد أن تقوي قناعاتك بهذا التغيير عليك بالتنفيذ.

من الأفضل أن تسترشد برأي أخصائي تغذية ليضع لك الخطوط العريضة، فقط من أجل كيفية التحكم في الوزن، وأي نوع من الأطعمة يجب أن تتناولها، وكيفية تناول هذه الأطعمة، لا يمكن للإنسان أبدًا أن يقول أنني أعاني من السمنة ثم يكثر من الطعام ويريد أن يخفف وزنه، هذه تتناقض مع بعضها البعض، فلابد أن تكسر هذه الحلقة، حلقة الرغبة في الطعام والسمنة وعدم اتخاذ إجراء، هذا هو المبدأ الرئيسي والأساسي، ولابد أن تستشعر خطورة زيادة الوزن، أضف إلى ذلك أنه من الناحية الاجتماعية غير مقبول، ناهيك عن مضاره الصحية، هذه كلها دوافع مهمة جدًّا.

المثانة العصبية تعالج من خلال ممارسة الرياضة، ومحاولة حصر ومسك البول أثناء النهار، التركيز على رياضة البطن، هذه أيضًا تساعد كثيرًا، وتطبيق تمارين الاسترخاء، والتدرب على هذه التمارين.

الوسواس كما ذكرنا لك التمارين الأساسية لعلاجه بتغيير المفاهيم وتحقير الوسواس وصدها وعدم الانسياق لها.

العلاج الدوائي: الفافرين علاج ممتاز جدًّا، لكن ربما يكون من الأفضل الآن أن تنتقل للبروزاك؛ لأن البروزاك لا يزيد الوزن، بل قد يساعد على تخفيف الوزن في بعض الحالات، جرعة البروزاك هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، تستمر عليها لمدة شهر، يفضل تناوله بعد الأكل، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية، أما الأسس الإضافية للعلاج فهي أن تغير نمط حياتك، أن تكون أكثر نشاطًا، وأن تتواصل اجتماعيًا لتطوير مهاراتك، وتشارك الناس في مناسباتهم، أن تحرص على صلاة الجماعة في المسجد، وأن تطور نفسك على النطاق العملي والمهني.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً