الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني رجل مدخن، فهل أقبل به زوجاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطيني رجل مدخن عمره 32 وعمري 24 سنة، وأبي يقول لا يمكن التفريط فيه، هو لم يغصبني، لكن هذا رأيه في الرجل، ويقول من سألناه عن هذا الخاطب أنه يصلي نحن غير متأكدين من ذلك، هو لا يسكن مع أهله بسبب عمله، وأنا جامعية قسم دراسات إسلامية، وهو لديه شهادة ابتدائي.

لي أسبوعان أستخير، ولقد رآني النظرة الشرعية، أنا محتارة ما العمل؟!
أرجو الرد في قرب وقت
والدي يريد الرد في هذا الأسبوع.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشمعة المضيئة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يختار لك الخير حيث كان وأن يرضيك به .

أختنا الفاضلة، لقد ذكرت من خلال حديثك ثلاثة أمور: الصلاة والتعليم والتدخين، ولابد لنا هنا من وقفة شرعية قبل أي شيء، لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أمراً لا ينبغي أن يرد الخاطب إذا تخلق به، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " فالدين والخلق هما المعيار الحقيقي عند القبول، وعليه فإن الأمر المقلق التدخين والمستوى التعليمي.

هذا الأمر مع ما فيه من قلق إلا أنه لا يعد عائقاً في الزواج، فكم من رجل لم يكمل تعليمه، وكان مستواه الفكري متميزاً وحياته جيدة مع زوجه، والصحيح في اعتبار الكفاءة عند النكاح هو الدين عند أهل التحقيق لا غير ، ومسألة التدخين هي معصية، وقد يكون كارهاً لها وربما يتركها بقليل من الجهد، ولكن ما لا يمكن قبوله أن تقبلي بالزوج دون أن تعرفي موقفه من الصلاة، فهذا أمر ينبغي عليك أختنا الفاضلة التأكد منه، فإذا تأكدت من صلاته أو على الأقل حرصه على الصلاة، فعليك بعد ذلك النظر فيه: وأعني النظر فيه أي النظرة الكلية التي تعرفي بها الإيجابيات أو السلبيات ومن ثم بناء القرار عليه .

نود منك أختنا الفاضلة ألا تقرري قبل أن تستخيري الله عز وجل، وصلاة الاستخارة كما في حديث جابر بن عبد الله يقول: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ثم بعد الصلاة والاطمئنان والاستشارة توكلي على الله بالموافقة، فإن تيسر الأمر فهذا هو الخير، وإن حدث غير ذلك فذلك الخير، نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن ييسر أمرك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً