الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقلق على أي شيء وأصاب بتعب ومزاج سيئ!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على الموقع المفيد، وجعله في ميزان حسناتكم.
مشكلتي في أني أدفع نفسي للجنون بسبب عدم قدرتي على التحكم بأفكاري.

أنا من النوع القلق جداً، وعادة أقوم بالقلق على أي شيء يخصني أو لا يخصني، وحالما تبدأ عندي حالة القلق لا أستطيع التوقف مما يجعلني صاحبة مزاج سيئ، وقد تتطور حالة القلق عندي أحياناً حتى أصاب بالتعب، والمرض الجسدي كالحمى، والإنهاك وفقدان الشهية وآلام المعدة.

قد أتخيل مواقف أو مشاكل غير موجودة، وأقنع نفسي بأنها قابلة الحدوث وتبدأ مأساتي من جديد، وعندما لا أجد ما أقلق بشأنه تبدأ عندي الحالة الثانية، وهي ترديد عبارات عشوائية في داخل عقلي، وبدون وعي مني أظل أزداد، سواءً بسبب الجملة أو الكلمة مراراً وتكراراً في رأسي، حتى أصاب بالغثيان، ومهما حاولت لا أستطيع التوقف، وهذا يسبب لي مشاكل في النوم في أيام كثيرة، وأجد صعوبة في التركيز بسبب ذلك أيضاً، فهل هذا شيء طبيعي؟ وماذا أفعل؟

مع العلم أني فتاة ذكية ومتفوقة، غير أني أقضي معظم وقتي لوحدي بسبب قلة أفراد عائلتي وأصدقائي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا بالسؤال.

لا أظن أن ما يجري معك يتم بإرادتك، فلا حاجة للشعور بلوم الذات، فلو استطعت التوقف عن القلق لفعلت بلا شك، وربما لم تستطيعي التوقف عن القلق لأنك تحاولين جاهدة ألا تقلقي، والإنسان عندما يحاول أحياناً فعل شيء، ويبالغ في السعي والمحاولة، فقد تأتي نتائج المحاولة عكس ما يريد تحقيقه.

حاولي أن تسترخي بعض الشيء، ولحد ما تقبلي بشيء من هذا القلق الذي لديك، وكأنه أمر عادي عندك، فما هو إلا وقت قصير حتى تشعري بأن هذا القلق قد بدأ يخفّ بالتدريج.

إن ما ذكرت من تكرار بعض الكلمات أو العبارات في رأسك، فربما كان أفضل وصف لهذا أنه أصبح وسواسا قهريا، وبحيث عندما تبدأ هذه الكلمات أو العبارات تدور في الذهن، فأنت لا تستطيعين التوقف حتى تستمري في ترديدها مرات ومرات ومرات.

هنا أيضاً عندما يعجز الإنسان عن إيقاف "قطار الكلمات" هذه في رأسه، فإننا نطلب منه أحيانا أن يفعل العكس، أي أن يستمر في تكرارها، ويبالغ في هذا التكرار، حتى صبح هذه الكلمات والعبارات من أكره الأشياء إليه، فلا يعود يرغب في تكرارها!

بالإضافة لمثل هذا العلاج السلوكي، وفي هذا الموقع العديد من الإرشادات للمزيد من العلاج السلوكي للقلق والوسواس، فالإضافة لهذا يمكن أن تراجعي طبيباً نفسياً ممن يمكن أن يحدد التشخيص بدقة، ويؤكد أن ينفي وجود شيء من الاكتئاب، ومن ثم يحاول علاج هذا الانشغال الوسواسي القهري.

كذلك القلق سواء بالعلاج النفسي المعرفي، أو العلاج الدوائي بوصف أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ليس لأن عندك حالة من الاكتئاب، وإنما بعض أدوية الاكتئاب هي نفسها التي تحسّن حالات الوسواس القهري، كالذي عندك مما هو واضح في السؤال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً