الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول دواء - تربتزول ودوجماتيل- للتخلص من الاكتئاب فهل لهما آثار على المدى البعيد؟

السؤال

السلام عليكم..

السيد/ محمد عبدالعليم المحترم.
أرجو أن تكون بصحة وعافية دوما.

كنت قد شرحت لك في الاستشارات السابقة أني أعاني من اكتئاب ووسواس قهري، وتناولت الكثير من الأدوية لكن دون جدوى.

وأخيرا وفقني الله إلى طبيب مختص، ووصف لي اثنين من الأدوية، وهو تربتزول 250 مل، وصلت لها بالتدريج، ودوجماتيل 400 mg، والآن مرتاح على هذه الأدوية، وقال لي الطبيب: يجب أن أبقى عليها لمدة سنتين.

سؤالي:
هل لها مضار على المدى البعيد؟ وهل الجرعات مناسبة؟ أيضاً دواء هالدول وجرعاته؟ وهل ينفع لعلاج الوسواس القهري كعلاج مساعد للوساوس المقاومة؟ وهل جرعة 10 mg لها أضرار؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي كما تعرف أن عقار تربتزول هو من الأدوية القديمة نسبياً، وهذا الدواء له فضل كبير على البشرية؛ لأنه أول مضادات الاكتئاب ذات الفعالية الكبيرة، والتي غيرت حياة الناس.

الدواء من أفضل الأدوية التي تعالج الاكتئاب النفسي، وكذلك القلق، ومن خلال تأثير ثانوي يعالج الوساوس أيضا، له بعض الآثار الجانبية البسيطة، ولكن في مثل عمرك إن شاء الله لا تظهر هذه الآثار الجانبية، معظم الآثار تكون في الأيام الأولى للعلاج، مثل الشعور بالإمساك أو جفاف الفم أو ثقل العين، وهكذا ... بخلاف ذلك الدواء سليم وفعال وممتاز، والجرعة التي أعطيت لك هي الجرعة القصوى، وهي جرعة صحيحة من الناحية الطبية، ولكن يجب أن لا تتعداها.

أما بالنسبة للدوجماتيل فقد أعطيت لك دواء مساندا، وهو دواء جيد جداً يدعم من فعالية الدواء الآخر، وهو التربتزول، والجرعة هي جرعة وسطية جيدة، أسأل الله تعالى أن ينفعك بهما، ولا توجد مضار أبداً من الدواءين، ربما تحدث لك زيادة في الوزن، أرجو أن تراقبها، وعليك بممارسة الرياضة وترتيب الطعام، وطرق التغذية إذا حدثت لك زيادة في الوزن، والدوجماتيل في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة هرمون الحليب، هذا قد يشكل إشكالية بالنسبة للنساء، أو بالنسبة للرجال مضاره قليلة جداً، قد يؤدي إلى تخضم بسيط في ثدي الرجل، وبعض الرجال يشتكي من ضعف جنسي بسيط، هذا قل ما نشاهده، فأرجو أن لا تنزعج أبداً لمثل هذا العرض - ذكرته لك فقط من قبل الأمانة العملية والإلمام بما هو أثر جانبي للدواء على المدى البعيد -، ليس هنالك مضار، هذه الأدوية فعالة، والجرعة مناسبة جداً، وليس هنالك ما يدعوك إلى زيادة الجرعات، فأنت الآن في وضع طيب وسليم، كما أن الجرعات هي في نطاق الطيف العلاجية الصحيحة.

والسؤال حول عقار - هالدول - حقيقة لا يستعمل لعلاج الوساوس القهرية كعلاج رئيسي، هو ممتاز جداً لعلاج بعض الاضطرابات الذهانية، وجرعة (10غ) تعتبر جرعة كبيرة نسبياً، فيا أخي هذا الدواء لا ينفعك في علاج الوساوس، لكن في بعض الحالات التي تكون فيه الوساوس شديدة ومطبقة ومصحوبة بشكوك ظنانية يمكن إعطاء هالدول بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى واحد ونصف مليجرام ليلاً، وذلك بجانب الدواء الآخر المضاد لعلاج الوساوس.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً