الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والقلق مما أدى لإعاقتي في الدراسة، فما توجيهكم؟

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة نفسية غريبة، أنا طالبة في الثانوية العامة، متميزة في دراستي منذ الصغر، لا أخاف من شيء في صغري، كنت أتحكم في الإذاعة المدرسية، وكنت جريئة في طبعي، وواثقة من نفسي، وأشارك في التمثيل، ولكن فجأة تغيرت، أصبحت دقات قلبي تتزايد، صرت أرتجف وأحس برعشة في جسمي من رأسي لأصابع رجلي، ورجفة في صوتي، بدأت ألاحظ هذه الأعراض عندما كنت في الصف السابع، ولن أخفيك عندما كنت في الصف السادس شاهدت فلما قصيرا عن الموت وملك الموت، وكنت خائفة منه لدرجة أصبت بالمرض وحمى لأسبوع، صرت أخاف أن أنام لوحدي، وللآن أخاف النوم لوحدي وأنا مقبلة على الجامعة!

أنا لا أخاف من الناس، ولكن في المدرسة عندما أريد أن أجيب على سؤال ما تبدأ دقات قلبي تتزايد، وكلماتي تتقطع، وأشعر برجفة، ويحدث مثلها عندما أقرأ القرآن، وفي الامتحان المختبري تنازلت عن أحلامي بسبب هذه الأعراض، ولا أقدر أن أتنازل أكثر.

دخلت تخصص المحاماة في المستقبل، وأنا جريئة في طبعي، ولكن هذه الأعراض تُعيقني، أحيانا أتمنى أن أموت قبل أن أعرف أني غير صالحة لأي عمل بسبب هذه الرجفة .

أنا موقنة بأن الله سيشفيني يوماً ما، حاولت كثيراً أن أذهب للأطباء في منطقتي، ولكن إجاباتهم غير مقنعة، يقولون لي: ارتاحي !! وهل هذا جواب؟!

ارتحت وعملت اليوغا والتأمل، ولكن بلا علاج، أتمنى أن أعرف من ماذا أعاني؟، وإذا كان هناك دواء محدد، أرجوكم قولوا لي أي خطوات حتى أرتاح من مشكلتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الحالة التي تعاني منها هي حالة معروفة جداً، وهي نوع من قلق المخاوف، ويظهر أنه حدث لك نوبة بسيطة مما نسميه بنوبات الهرع أو الفزع، هنالك مؤثرات نعتبرها كمسببات كمشاهدتك للفلم، (مالك الموت)، استعدادك وقابليتك للمخاوف هي التي جعلت هذه الصورة الإكلينيكية تظهر لديك.

يظهر أنه لديك ما نسميه بقلق الأداء، هناك بعض الناس لا يحفزهم إلا القلق من أجل النجاح، وأنت كنت متميزة ومتفوقة، وسوف تظلين كذلك إن شاء الله تعالى، ولاشك أن القلق لعب دوراً في ذلك، لكن بعد ذلك أصبح القلق يتحول إلى طاقات سلبية، مما يسبب لك المخاوف، إن شاء الله تعالى هذه الحالات تعتبر عارضة، كوني أكثر ثقة في نفسك، وتطبيقك لتمارين الاسترخاء سوف يكون أمرا جيداً ومفيداً لك، حاولي دائماً أن تكوني في الصفوف الأمامية، شاركي في الأنشط المدرسية المختلفة هذا النوع من التعريض يؤدي إلى تطوير المهارات الاجتماعية، ويزيل القلق والخوف إن شاء الله تعالى.

هنالك دواء بسيطا جداً يعرف باسم اندرال، أعتقد أن تناوله بجرعة (10غ) يومياً لمدة شهر سوف يكون مفيداً لك جداً، وإن لم تستفيدي فائدة كاملة من الاندرال فهنا أعتقد أن دواء سبرالكس وهو مضاد ممتاز جداً للمخاوف سيكون هو العلاج الأفضل بالنسبة لك؛ لكن أعتقد يجب أن تناقشي هذا الأمر مع أسرتك، أي أمر تناول الدواء بالرغم من سلامته، يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، لكن أفضل تماماً أن تناقشي تناول الأدوية مع أسرتك.

عموماً أنا أود أن أطمئنك أن حالتك حالة عارضة، هي نوع من المخاوف القلقية وليس أكثر من ذلك، والمواجهة وتجاهل فكرة الخوف هي من الأسس العلاجية السلوكية الرئيسية، وأنا أؤكد لك أنه لا أحد يلاحظ عليك هذا الخوف، هذا مهم جداً، هي تجربة ذاتية داخلية خاصة بك، والتغيرات الفسيولوجية الطبيعية مثل زيادة إفراز مادة الأدرنالين هي التي تؤدي إلى الرجفة، ومشاعر الخوف، وتسارع ضربات القلب، لا أحد يلاحظ ما بك، هذا مهم جدًا، وكثير من الإخوة والأخوات تجدهم يتخوفون وتسيطر عليهم الرهبة؛ لأنهم يعتقدون أن الآخرين يقومون بمراقبتهم، وربما يكون هنالك نوع من الاستخفاف أو الاستهزاء بهم، هذا ليس صحيحاً، هي تجربة خاصة مشاعر داخلية لا يطلع عليه إنسان غيرك.

بارك فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً