الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند مواجهتي لمشكلة يجف ريقي وأتلعثم وأرتجف، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة: وهي أنني وقت المشاكل يجف ريقي، وأحس بإحباط وتلعثم ونغزات في الرأس، ودقات قوية في القلب.

وأنني أخجل من مخاطبة الأشخاص، ولا أجيب الكلام بطريقة صحيحة، قد تكون مرتبكة، وليست مرتبة، وإذا رأيت شخصا يراودني إحساس بأنه قوي ومرعب،
وأحس بأنني أقل من غيري، حتى لو كان الشخص أصغر مني، وفي حالة أن أحدا مزح معي أو ضحك معي أحسس بأنني محبط، أو أنني لست قد الضحك، وأحس أني لو عملت أي فعل سيضحك علي الشخص.

وأحس بتعرق في الركبة والفخذ والظهر، وأحيان ينصب العرق وأحس بقطراته، وأتعب من الوقوف والمشي، مع أنني نحيف، لكن لا أعلم ما هو السبب، وأحسس إذا مشيت ينتبه لمشيي، ويضحك عليّ!

وأحس برجفة بشكل غير طبيعي تحصل دائما.

هذا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الشكوى للـه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

حسب المعلومات المتوفرة فإنك تعاني من حالة نفسية بسيطة، تسمى بالخوف أو الهرع أو الرهاب الاجتماعي، نسبة الحالة لك نعتبرها من الحالات البسيطة، الشيء الملاحظ بصورة جلية أن الأعراض الفسيولوجية، أي الأعراض الجسدية لديك شديدة، وهذه تعطيك انطباعا عاما بأنك ضعيف جداً أمام الآخرين، وهذا ليس صحيحا، جفاف الريق والتلعثم، والنغزات في الرأس، وتسارع ضربات القلب وقوتها هذه تنتج من تغيرات في الجهاز العصبي اللاإرادي، تفرز مواد كيميائية أهما مادة تسمى بالأدرالين، ومهمة هذه المادة هي أن تجهز الإنسان في حالات المواجهة من أجل أن يواجه ويقاتل كما يقولون أو يهرب من الموقف، إفراز هذه المادة طبيعي جداً في مثل حالات المواجهة، لكن يظهر أنها تفرز عندك بدرجة كبيرة، وهذا يؤدي إلى شعورك بالأعراض التي ذكرتها، وبالطبع يضايقك كثيراً.

الخوف الاجتماعي جعلك تقلل من مقدراتك ومن قيمة ذاتك، كما أن مفاهيم خاطئة كثيرة تسيطر عليك، وأهم هذه المفاهيم الخاطئة هي أنك تعتقد أن الآخرين يستهزؤون بك، وأنك مسار ضحك من قبلهم، وهذا ليس صحيحا، هذا شعور أنا أؤكد لك أنه مبالغ فيه، وحين تتفهم هذه النقطة وتصحح أفكارك هذا يساعدك كثيراً.

المشاعر التي تأتيك والتي سببها الخوف الاجتماعي هي مشاعر داخلية خاصة بك، وأنت لا تتلعثم أثناء الكلام كما يهيئ لك، فأنت لست صغيرا أمام الآخرين كما تعتقد، فإذن نقطة البداية هي أن تصحح مفاهيمك.

النقطة الثانية: هي أن تصر على مواجهة الناس، وأن تبدأ دائماً بتكوين مهارات اجتماعية جيدة، مهارة إلقاء التحية على الناس، مهارة مهمة جداً بالرغم من أنها بسيطة، فالإنسان حين يحيي أحدا حسب الموقف يبدأ بالسلام، تعرف يا أخي أن تبسمك في وجه أخيك صدقة كبيرة، وحاول دائماً أن تنظر إلى الناس في وجههم وحين يسلم عليك يجب أن ترد التحية بأفضل منها، ومن المهم جداً أن تأخذ مبادرات وتتكلم أنت في بعض المواضيع حتى، وإن كانت مواضيع بسيطة وعامة جداً، وأن تشارك الناس في كل مناسبتهم أفراحهم وأتراحهم هذا يؤدي إلى تأهيل اجتماعي كبير، الصلاة في المسجد وفي الصف الأول، وكذلك ممارسة الرياضة الجماعية المشارك في الأنشط الثقافية المجتمعية وكذلك الأعمال الخيرية جميعها وسائل تأهيلية لعلاج ما تعاني منه من خوف اجتماعي.

أود أن أزف لك أخبارا طيبة وهو أنه توجد أدوية جيدة جداً لعلاج الخوف الاجتماعي، لكن أعتقد أنك لست في حاجة إليها، نسبة لسنك أيضا يمكن أن تتجاوز هذه المرحلة بتطبيق ما ذكرت لك من إرشاد وتصحيح مفاهيمك، ولابد أن توجه الآن طاقاتك نحو دراستك حتى تكون من المتفوقين ومن المتميزين، هنالك تمارين ممتازة جداً تعرف بتمارين الاسترخاء 2136015 أرجو أن تقوم بتطبيقها بكل دقة والتزام؛ لأن هذه التمارين تجعلك مسترخياً داخلياً، وهذا بكل تأكيد يساهم في زوال حالة القلق والخوف الذي تعاني منها، وسوف تختفي الأعراض المصاحبة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً