الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قلق بحيث لا أستطيع التعبير عما في نفسي! كيف أعمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أهديكم تحياتي، أنا أبلغ من العمر 30 سنة، عندي بعض الأعراض التي كنت أعتقد أنها طبيعية، لكن اتضح لي أنها ليست عند كل الناس، أذكرها في النقاط التالية:
1-أنا حساس جداً جداً، ولا أستحمل أي انتقاد من أحد، ولا أستحمل النصائح من الآخرين، وأعتبرها إهانة لي.

2-عندما يستفزني أحد لا أستطيع أن أرد عليه، وأبقى أسمع الكلام، وأنا متوتر، وبعد انقضاء الجلسة أحدث نفسي لماذا لم أرد عليه بكذا وكذا.

3-فكري دائماً مشتت، وأحس نفسي أفكر في أكثر من موضوع في نفس الوقت، وأحس نفسي متسرع وأريد ان أنجز عدة أشياء في نفس الوقت.

4-في العمل أشعر بتوتر إذا طلب مني أحد أي الأشياء أن أنفذها بسرعة وأرتبك إذا كان أحد يتابعني في تنفيذ أحد الأعمال.

5-أشعر والله أعلم أن إمكانيتي العقلية تؤهلني أن أتقدم في مجال الحياة والعمل أكثر من ذلك، لكن لا أعلم ما هو السبب لعدم التقدم أو(نقص الكفاءة)

6-إذا كنت موجودا مع زملاء وتم الحديث عن أي شخص بطريقة سيئة أحس هذا الكلام وكأنه عني واشعر بارتباك وتوتر.

7-أحياناً أشعر بارتباك في الحديث مع الآخرين، خاصة إذا تحدثوا بشيء مستفز لي.
8- أحس أشياء كثيرة تستفزني أحسها بالنسبة للآخرين عادية.

9-طبعا لا أحب التعامل مع أي من الحيوانات (أخاف منها حتى القطط).

أرجو من سيادتكم وصف علاج لحالتي مع توضيح إذا كان ممكناً صرف العلاج بدون روشتة, ووصف العلاج بدقة وتفصيل، مع العلم الصعوبة النسبية في الوصول إلى طبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى الصورة الممتازة التي أوضحت بها نوعية الأعراض التي تعاني منها، والتي جعلتني أكون على درجة عالية من اليقين في أن نصل إلى تشخيص حالتك، وهو أنك تعاني من القلق النفسي والتوترات الداخلية، وهذه في جُلِّها قد تكون مرتبطة بشخصيتك، كما أنه لديك شيء لا أقول ظناني أو شكوك، لكن نسبة للحساسية الموجودة في شخصيتك فإنك تجد صعوبة في التطبع والتواؤم وقبول ما قد يصدر من الآخرين فعلاً أو قولاً.

القلق هو طاقة نفسية مطلوبة للإنسان حتى ينجح، وأنت ذكرت أنك تعرف أن إمكانياتك العقلية تؤهلك إلى أن تتقدم في مجال الحياة والعمل أكثر من ذلك، وسبب عدم التقدم هو أن القلق أصبح محتقنًا وأصبح فوق المعدل المطلوب، وذلك بالرغم من أن القلق هو في الأصل طاقة محسنة للدافعية والأداء لدى الإنسان، لكن إذا زاد عن المعدل المعقول فهذا يؤدي إلى توترات وقلق.
أرجو القيام بالآتي:

أولاً: أؤكد لك أن حالتك ليست مرضية، هي ظاهرة وظاهرة بسيطة جدًّا.
ثانيًا: أرجو أن تحسن تقدير ذاتك، فأنت لديك مقدرات وأنت مؤهل لعمل أشياء كثيرة، وحتى بالنسبة لعلاقاتك الاجتماعية لا تكن حساسًا، الإنسان دائمًا يجب أن يسعى لأن يخالق الناس بخلق حسن، وفي ذات الوقت في كثير من الأحيان نضطر بأن نقبل الناس كما هم لا كما نريد، اجعل هذا مبدأ في حياتك وسوف يساعدك كثيرًا.

ثالثًا: عليك بالتنفيس عن نفسك وما بداخلك، لا تترك الأمور البسيطة خاصة التي لا ترضيك، لا تتركها تتراكم وتؤدي إلى احتقانات نفسية، هذه الاحتقانات تكون لها نتائج وارتدادات سلبية، التعبير عن الذات حين يكون بصورة هادئة وفي حدود الذوق يعطي الإنسان سكينة ويعطيه شعوراً بالرضا ويزيل التوتر والقلق.
رابعًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، لابد أن تكون قد سمعت عنها، هي تمارين بسيطة جدًّا، مضاد حقيقي للقلق والتوتر والانفعال، فأرجو أن تمارسها، سوف يشير لك الإخوة في إسلام ويب بكيفية تطبيق هذه التمارين بإحالتك إلى بعض الاستشارات التي تبين ذلك.

خامسًا: ممارسة الرياضة أيضًا فيها خير كثير لك.
سادسًا: التفاعل الاجتماعي مهم ومهم جدًّا، ويمكنك أن توسع شبكة تواصلك الاجتماعي، وذلك من خلال زيارة الأرحام، الأقرباء، الجيران، بناء علاقات اجتماعية طيبة من خلال المسجد والعمل وممارسة الرياضة.. .وهكذا، فهنالك فرص سانحة جدًّا لتطوير مهاراتك الاجتماعية.

أخيرًا العلاج الدوائي أقول لك متوفر، وهنالك أدوية جيدة جدًّا مضادة للقلق وللتوترات ومحسنة للمزاج، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وسوف أصف لك دواء بسيطاً جدًّا، يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وله مسميات تجارية أخرى.

الدواء لا يحتاج لوصفة طبية، ابدأ بتناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد مضي عشرة أيام اجعلها حبة كاملة (خمسين مليجرامًا) واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة، استمر عليها يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذا لم تتحصل على السيرترالين فهنالك دواء آخر بديل هو من الأدوية القديمة لكنه جيد جدًّا، والدواء يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الأدوية فاعلة، سليمة، جيدة. السيرترالين ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وكذلك الشعور بالاسترخاء في الأيام الأولى، وبالنسبة للمتزوجين أيضًا ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي، لكنه لا يؤدي إلى أي تغيرات هرمونية بالنسبة للرجل أو المرأة.

الدواء الآخر وهو (تفرانيل) أثره الجانب الوحيد هو أنه قد يؤدي إلى شعور بسيط بالجفاف في الحلق، وهذا يختفي إن شاء الله تعالى بعد أسبوع إلى أسبوعين من بداية العلاج.

هي أدوية فاعلة، سليمة، وبالطبع يوجد غيرها كثيرة، لكن هذه جيدة وبسيطة وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أنت بالطبع لست في حاجة لتناول الدواءين، إنما واحد منهما فقط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً