الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يعاني كثيراً من عدم النوم والحالة النفسية، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وأثابكم، لقد تعبت وتحيرت في أمر والدي الله يشفيه، فهو بسبب فقده القدرة عن النوم ترك الصلاة، ولا يريد أن يغتسل، لأنه يقول إنه يخاف من الماء، ووصل به الأمر إلى أنه يقول لن يصلي ولن يقول الحمد لله، لأنه لا ينام، فمعظم معاناته يرجعها إلى عدم النوم.

علماً أنه لا يقبل أن يذهب إلى الطبيب أو يتناول الدواء أو يقبل رقية! ومن قبل كان يستطبب عند طبيب نفساني، لكنه توقف منذ 4 سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر والدك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية، ولا شك أن هذا الاهتمام من جانبك حيال الوالد هو دليل على برك به.

الكلمات البسيطة والمختصرة التي وردت في رسالتك تدل أن والدك – عافاه الله – يعاني من علة نفسية رئيسية، فهو لديه صعوبات شديدة في النوم، وترك الصلاة ولا يريد أن يغتسل ويخاف من الماء، هذه كلها أعراض نفسية ولا شك في ذلك.

الوالد هذا يحتاج إلى العلاج، وأرجو ألا تيأسوا، لأنه رفض الذهاب إلى الطبيب، فكثير من المرضى النفسانيين يرفضون الذهاب إلى الأطباء، وهذا يكون في بداية الأمر، ولكن بشيء من التلطف معهم ومحاورتهم وأن يتودد إليهم الشخص الذي تكون له علاقة وتواصل حسن معهم.

الذي أقترحه أن ترشحوا أحداً من الأسرة أو صديقًا له بأن يتحدث له، لا يقول له أنت مريض نفسي، ولكن يقول له (لماذا لا تذهب إلى الطبيب وتقوم ببعض المراجعات والفحص الدوري)؟ ويكون هنالك نوع من التواصل مع الطبيب، هذا مسبقًا قبل ذهاب الوالد إليه، وتُشرح له حالته، وأنا متأكد أن الطبيب لديه المقدرة والحصافة والكياسة والخبرة في أن يكسب وده وأن يبني معه علاقة علاجية، ومن خلال هذه العلاقة العلاجية يمكن أن يُساعد كثيرًا.

إذن المطلوب هو أن يُرشح شخص واحد للتفاهم والتفاكر مع الوالد حول أمر علاجه، وفي ذات الوقت أرجو ألا يواجه الوالد كثيرًا، وتناقش معه هذه الأفكار التي بالطبع هي ليست منطقية، ربما يكون لديه ما نسميه بالأفكار الظنانية البارونية، وهي بلا شك أفكار مرضية، إذا نوقشت هذه الأفكار بكثرة مع صاحبها قد يصاب بشكوك أكثر، قد ينفعل بصورة تثبت له أفكاره الظنانية، وهذا بالطبع يزيد من حالته النفسية.

لذا نحن ننصح دائمًا بألا تناقش هذه الأفكار، ألا نحاول أن نخضعها للمنطق لأنها ليست منطقية، ومن الأفضل أن يتم تجنبها، وفي ذات الوقت يعامل هذا الوالد كوالد، يُعطى حقوقه تمامًا، عليكم بالرأفة به، معاملته بالتي هي أحسن، وهذا في حد ذاته إن شاء الله قد يشجعه للذهاب إلى الطبيب وقبول العلاج.

والدك – عافاه الله – له تاريخ مرضي سابق، وهذا يجعلنا نقول إنه الآن في حالة انتكاسة مرضية، أي قد عاودته هذه الحالة مرة أخرى، وأنا أود أن أبشرك بأنه الآن توجد أدوية فعالة جدًّا قوية جدًّا متميزة جدًّا، التطور الذي حصل في مجال الطب النفسي والصحة النفسية في السنوات الأخيرة هو تطور هائل وهائل جدًّا، ولذا إن شاء الله تعالى فرصة والدك في الاستفادة من العلاج والشفاء كبيرة جدًّا.

-------------------------
ملاحظة: الرقية الشرعية لا شك أنها أمر مفيد ووسيلة طيبة يحتاج لها كل مسلم، وفي جميع الأوقات، وما دام أن الوالد يرفض أن يذهب أو يجيء إليه راق، فيمكن أن تحاولوا أن تشغلوا أشرطة الرقية بالمنزل بحيث يستمعها، وإن شاء الله يكون فيها الفائدة والنفع الكثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً