الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي مزيج من الخوف والقلق، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياتي الآن مزيج من الخوف والقلق، قبل خمس سنوات بدأت معي أول نوبة هلع، ولم أكن أعرف شيئاً عن هذه النوبة، المهم تعرفت عليها عن طريق النت، فذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني أدوية لا أذكر أسماءها، أحدها بحثت عنه في النت فوجدت أنه يسبب الإدمان فتركتها جميعاً.

ساءت حالتي وأصبحت لا أجد طعماً للحياة، في هذه الأثناء رزقني الله بمولود فقلت لعلي أتغير، ولكن للأسف، تعرفت على دواء (سبراليكس وفلونكسول) من هذا الموقع الطيب فبدأت باستخدامه، ومعه بدأت أشعر بالتحسن، ولكن بعد نحو نصف سنة من استعماله ماتت زوجتي بجلطة مفاجئة.

لكم أن تتخيلوا كيف أصبح حالي، المهم أكملت نحو سنة على الدواء، وتحسنت كثيراً، فأصبحت آخذه بدون انتظام، وتزوجت بعد سنة من وفاة زوجتي، واستمريت على الدواء بدون انتظام فتركته لأنه سبب لي مصاعب جنسية، وزيادة كبيرة في الوزن، وأشعر أنني معه بدون مشاعر.

بعد تركه بشهر أخذت الفافرين لمدة أسبوعين وتركته، وبعدها رجعت للسبراليكس وأخذت معه الدوجماتيل لصعوبة الحصول على الفلونكسول في السعودية، بعدها أتتني نوبة هلع رغم أني أتناول الدواء من حوالي شهرين فتركت الأدوية تماماً.

الآن حياتي كلها خوف من الموت وتوقع له، وخوف من الأمراض الخطيرة وتوقع لها، بل خوف على أبنائي وزوجتي إحساس بأن شيئا سيحصل لي حتى التهاب الحلق يقلقني!

أخاف من الظلام والليل أنام والأنوار مضاءة, آلام ووخزات في جسمي , كسل وفتور لا أجد متعه في الحياة، علما بأني أصلي وأخاف الله, لا أستطيع رؤية مشاهد العنف والقتل أصبحت جبانا جدا.. أتخيل لو تقوم حرب، أشعر أني سأموت من الخوف فقط .

أخبار الموت والقتل ترعبني جدا، وتبدل حالي من الفرح إلى الهم والخوف مثلاً لو كنت واقفاً أنظر للأمام، أشعر أن كائناً يتحرك عن يميني أو يساري، وإذا نظرت أجده إما علبة أو كرتون أو أي شيء آخر, وللعلم أنا شخص خجول وغير اجتماعي، وأجد صعوبة في الاندماج في إي مجتمع جديد رغم أني أحب الضحك والكوميديا مع أصدقائي المقربين، وأهل بيتي.

وزني 120 وطولي 166، وزني الزائد من أسباب انطوائي، علما بأن وزني قبل الأدوية كان 106 ملحوظة: أكثر من مرة عملت تخطيطاً للقلب ونتيجته سليمة -ولله الحمد- وعملت مرة فحصاً للغدة الدرقية قبل سنتين وأيضاً سليم.

أسأل الله لكم الخير في كل حياتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي: من خلال رسالتك أستطيع أن أستنتج أنه لديك قابلية لما نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف يعتبر ظاهرة أكثر مما هو مرض حقيقي، ونوبة الهلع التي أتتك لا شك أنها كانت كثيرة ومخيفة، وهذه هي طبيعة نوبات الهرع لكنها في نهاية الأمر لا نعتبرها خطيرة أبداً.

وفاة زوجتك رحمها الله تعالى، لا شك أن هذا الأمر أيضاً له إفرازاته على صحتك النفسية، خاصة أن قابليتك للقلق وللمخاوف كبيرة نسبياً، وإن شاء الله تعالى هذه نعتبرها رحمة في القلوب، فلا ترفضها جلها يا أخي الكريم.

أريدك حقيقة أن تحقر فكرة الخوف تماماً، هذا مهم جداً، والإنسان إذا رفض الشيء بقناعة وبتدبر وبتأمل أعتقد أنه يستطيع أن ينتصر على ما يراه نواقص في نفسيته أو حتى في شخصيته، أو في درجة تواصله الاجتماعي أو أدائه الوظيفي، إذن إدراك النواقص هو مهم جداً وأنت تدركها، وإن شاء الله تعالى تتخلص منها من خلال ما يمكن أن نسميه الوازع الداخلي أو القناعات الداخلية.

أخي: المطلوب منك التفكر والتدبر الإيجابي، أنت لديك أشياء طيبة في حياتك كثيرة، وبفضل من الله تعالى أنت تصلي وملتزم بواجباتك الدينية، وهذا في حد ذاته أمر إن شاء الله تعالى يؤتي ثماره في الدنيا والآخرة.

لا تتجاهل تمارين الاسترخاء، نحن نوصي بها كثيراً لكن الذين يطبقونها بالتزام ليسوا كثيرين بكل أسف ومن يلتزم بها يستفيد منها كثيراً، بالنسبة للعلاج الدوائي أخي الكريم لا شك أنك بحاجة إليه، وأنا أرى أن عقار بروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين جيد بالنسبة لك، لأنه دواء لا يزيد الوزن، والآن دراسات كثيرة جداً تشير إلى أنه دواء فعال جداً لعلاج نوبات الهرع.

كذلك الجرعة يجب أن تكون كبيرة نسبياً، فيمكنك أخي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم أي 20 ملي قرام، تناولها بعد الأكل استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه جرعة معقولة جداً بالنسبة لحالتك، هذه الجرعة استمر عليها لمدة 6 أشهر بعد ذلك تخفض الدواء إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة 6 أشهر أخرى ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أخي: الفلوكستين حين يدعم دائماً ( بالفلونكصول) تكون النتائج رائعة جداً، وأنت قبل ذلك تناولت (السبرلكس)، ومعه (الفلونكصول)، أنا الآن أريدك أن تتناول (الفلونكصول)، وحتى إن كانت تجربتك الأولى معه فليست كما تريد، وإن كان ذكرت أنك قد شعرت بالتحسن، فأنا أؤكد لك أن الدمج ما بين (البروزاك والفلونكصول) دائماً نتائجه رائعة، إن شاء الله تعالى.

ابدأ بتناول الفلونكصول بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف ملي قرام، تناولها يومياً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في المساء لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي لا بد أيضاً أن تضع خطة علاجية غذائية لتخفيف الوزن، أتفق معك تماماً أن زيادة الوزن والسمنة على وجه الخصوص لها ارتباط وثيق جداً بالوضع المزاجي للإنسان.

ولمزيد الفائدة ننصح بمراجعة تمارين الاسترخاء (2136015)

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً