الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رائحة فمي كريهة، ولا أعاني من التهاب اللوزتين، فما الحل؟

السؤال

تحية طيبة.
أعاني من روائح الفم الكريهة، ومن الأعراض المصاحبة وجود بلغم ( لونه أبيض) في البلعوم، وأحيانا خروج قطع صغيرة صفراء اللون ذات رائحة كريهة، وكذلك ألاحظ أحيانا وجود نقاط صفراء على اللوزتين، مع العلم أني لا أعاني من التهاب اللوزتين ولا ارتفاع في درجة الحرارة، أو ارتداد مريئي أو صداع في الرأس.
وشكراً لسعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الغالب تكون أسباب تغير رائحة الفم من داخل الفم نفسه؛ وغالباً ما تكون ناتجة عن جفاف الفم أو قلة سيولة اللعاب - خصوصاً أثناء النوم مع الشخير - أو إهمال العناية بتنظيف الفم، أو انحشار الأكل في مناطق لا يسهل تنظيفها في الفم، وكذلك التسوسات العميقة للأسنان، والالتهابات اللثوية وجيوبها بمختلف درجاتها، والخراريج المتصلة بلب السن، أو الجذور المتآكلة لأسنان تالفة.

وهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول، فمثلاً: عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة كما في الصيام؛ ولذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: حتى لا ننفر من هذه الرائحة: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين، أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.

ولا تشكل المعدة مصدرا أساسيا لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي؛ لأن المريء يكون منقبضا أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم، ولكن في حالات حدوث أي خلل في الصمام العضلي والمتواجد بين المريء والمعدة، مسببا رجوع غازات وحمض المعدة إلى أعلى فيحدث تغيرا لرائحة الفم بسبب هذا الارتداد المريئي.

ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسئولة عن الرائحة النفاذة والغير مرغوب فيها.

ويعد سطح اللسان - كذلك - مرتعاً خصبا لهذه البكتريا؛ خصوصاً في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي، وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها:

- استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يومياً (قبل النوم وبعد الاستيقاظ ).

- استخدام السواك في تنظيف الأسنان وتطهير رائحة الفم، لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". وحديث "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".

- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.

- استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.

- تجنب التدخين والمدخنين.

- تنظيف الفم بعد شرب الحليب أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة، ولو بالمضمضة (إلا اللبنة؛ فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة ).
- ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.

- استعمال المواد المعقمة للفم؛ (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع).

- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة.

هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها:

- مضغ البعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم.

- بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، والفشل الكلوي، والفشل في وظائف الكبد، والعلاج بالأشعة لمرض الأورام الخبيثة، والتغيرات في الهرمونات تعتبر من أهم الأسباب الغير فموية لتغير رائحة الفم، والتي يجب علاجها أو السيطرة عليها للتخلص من الرائحة الناتجة عنها.

أما عن وجود بلغم أبيض في البلعوم فهو كما تفضلت أنه عرض مصاحب، وليس سببا لتغير رائحة الفم، اللهم إلا إذا كان البلغم ملونا، أي يفيد وجود بكتيريا سببت تغير البلغم من اللون الأبيض الطبيعي إلى اللون الأصفر أو الأخضر، ووجود تلك البكتيريا يسبب تغير في رائحة الفم، والبعض يعاني من وجود بلغم أبيض ينزل من الأنف على البلعوم إلى الأنفي ثم البلعوم الحلقي ليتنخمه ويخرجه ويتفله من فمه، ويكون تكون ذلك البلغم بسبب حساسية بالأنف أو انعوجاج بالحاجز الأنفي؛ مما يغير من مسار الهواء ودورته بالأنف، فينزل ذلك البلغم على الحلق من البلعوم الأنفي بدلا من نزوله من الأنف إلى الخارج.

وأما عن وجود نقاط صفراء على اللوزتين - مع عدم وجود حرارة أو التهاب على اللوزتين- وهي نفسها القطع الصغيرة صفراء اللون التي تخرج أحيانا من فمك، ذات رائحة كريهة، وتكون هذه القطع مستقرة على سطح اللوزة كامنة في البثور المنتشرة على سطحها، وخاصة كبرى تلك البثور، والتي تقع في أعلى اللوزة وتتجمع بها بقايا الطعام والبكتيريا النافقة، ولذا ينتج عنها تغير في رائحة الفم، ويمكننا إخراجها بالضغط عليها، ولكن قد يصعب ذلك على الكثيرين.. وفي حالة استمرار تغير رائحة الفم بعد استنفاذ كافة الوسائل التي ذكرناها آنفا فقد نضطر لاستئصال اللوزتين للتخلص من تلك الرائحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة الوليد

    جزاك الله خير ووبارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً