الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة في القراءة أمام الآخرين؛ فهل العلاج القراءة أم إجراء عملية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة، وهي صعوبة الكلام، كانت خفيفة في السابق, ولكنها أصبحت تتزايد منذ سنتين عند الكلام, خاصة إذا أردت أن أقرأ وكان هناك أناس بجانبي، أما إذا كنت بمفردي فهي خفيفة لأني أرتبك، ومرات أُحرَج, وأحيانًا تكون خفيفة وأحيانًا قوية.

جزاكم الله خيرًا, أريد الحل؛ لأني تعبت، علما بأني ما عالجتها، فهل علاجها القراءة أم إجراء عملية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد العنزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الذي فهمته من رسالتك أنك تعاني شيئًا من العسر في الكلام حين تكون في صحبة الآخرين، أو حين تتحدث في حضور أناس آخرين، هذا يُشعرك بالحرج، وربما لا تكون مرتاحًا للطريقة التي تُخرج بها الكلام، وهذا إذا كان هو الحال نسميه بالخوف الاجتماعي من الدرجة البسيطة، والخوف الاجتماعي له عدة أنواع، وقد يكون بسيطًا أو شديدًا، وحالتك يظهر أنها من الحالات البسيطة جدًّا.

الأمر الأفضل هو أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، وذلك من أجل المزيد من التوضيح، رسالتك قد تكون مقتضبة بعض الشيء - أي أنها قصيرة – وإذا قابلت الطبيب النفسي فسوف يقدم لك الكثير من النصح والإرشاد، وذلك بعد أن تعطيه المزيد من المعلومات التفصيلية.

أما إذا صعب عليك مقابلة الطبيب فأنا أقول لك: يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، حاول دائمًا أن تواجه، وكن دائمًا في الصفوف الأمامية, خاصة في صلاة الجماعة، وحين تقابل الناس ابدأ دائمًا بالتحية، وإذا حيّاك أحد يجب أن تحييه بتحية أفضل، ومن المهم جدًّا أيضًا أن تتواصل مع الأهل والأرحام والجيران، حاول أن تحضر المحاضرات والدروس العلمية والدينية، وحاول أن تضع نفسك في مكان الشخص الذي يُحاضر، حاول أن تقلده بعد أن تذهب إلى البيت، هذا كله يجعلك - إن شاء الله تعالى – تتعرض لمواقف إيجابية جدًّا تساعدك للتخلص من صعوبة الكلام في حضور الآخرين.

أود أن ألفت نظرك أن معظم الإخوة والأخوات الذين يتصورون ويتخيلون أن لديهم صعوبة بالكلام في المواقف الاجتماعية، هذا معظمه ناتج من القلق، وكثيرًا ما نلاحظ أن أداء هؤلاء الأشخاص يكون أفضل بكثير من اعتقادهم حول أدائهم، فأرجو أن تطمئن.

هنالك أدوية طيبة جدًّا تساعد في علاج مثل هذه الحالات، هنالك دواء يسمى تجاريًا باسم (زيروكسات), واسمه العلمي هو (باروكستين), إذا استطعت أن تحصل عليه وصعُب عليك مقابلة الطبيب فلا مانع من أن تتناوله، فهو دواء سليم جدًّا وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرامات – تتناولها يوميًا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرامًا) ليلاً لمدة شهرين، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بهذه الطريقة –أي مقابلة الطبيب أو الأخذ بما ذكرناه لك من إرشاد وتناول الدواء– إن شاءَ الله تعالى سوف تحس أن مستوى الكلام لديك تحسن، وأن الرهبة والخوف والشعور بالحرج قد اختفى، والأمر لا يتطلب إجراء عملية أبدًا، الأمر كله سلوكي، ويعالج بالطرق السلوكية التي ذكرناها لك.

نصيحة أخيرة: من الضروري أن تبحث عن عمل؛ لأن العمل مهم جدًّا، وفيه نوع من التواصل الاجتماعي، وهذا في حد ذاته يعالج عملية الخوف والرهبة والشعور بالحرج في وجود الآخرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً