الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي حامل بتوأم... فما مدى خطورة الوضع وتداعياته على الجنين والأم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قمت أنا وزوجتي بزراعة 3 أجنة، وبعد فترة بقي اثنان بالرحم وهم الآن بالأسبوع 23، بكيسين منفصلين، ومشيمتين منفصلتين.

قبل أيام قامت زوجتي بزيارة المستشفى، وأخبروها بأن أحد الأجنة كبير الحجم والآخر صغير.

أوزانهما كالتالي: الأول 540 غم، والثاني 360 غم، حيث تم إعلامنا بأن الجنين الصغير أقل عمراً بثلاثة أسابيع من الجنين الكبير، عندما زرنا بالأسبوع 23 للحمل.

أريد أن أعرف ما مدى خطورة الوضع؟ وما هي تداعياته على الجنين والأم؟ وما العمل لتجنب فقدان الأجنة؟ وهل هناك حل لزيادة وزن الجنين الصغير؟ وفي أي أسبوع نكون قد تجاوزنا مرحلة الخطر بالنسبة للجنين الصغير؟ وكم وزنه الذي يجب أن يكون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ امجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حدوث فرق في الحجم بين الأجنة يعتبر أحد المشاكل الهامة التي تحدث في الحمل التوأم, وهذه الحالة تحدث بنسبة تتراوح بين 15%-29% من كل الأحمال التوأم.

يوضع تشخيص الحالة عند وجود فرق بين وزن الأجنة يساوي أو يتجاوز20%, أي أن التشخيص يوضع بناءً على حساب النسبة المئوية للفرق بين الوزنين.

بالحساب للفرق بين أوزان الأجنة لدى زوجتك, فإن الفرق المئوي يبلغ تقريباً 33%. وبهذا فإن التشخيص موجود؛ لأن النسبة قد تجاوزت 20%.، بهذه الطريقة يجب الاستمرار في الحساب للفرق, وليس بناء على الأسابيع, وأي فرق أقل من 20% فيعتبر ضمن المقبول، ولا يدل على وجود مشكلة.

إن سبب الحالة -في حال كان كل جنين في كيس منفصل- هو أحد أمرين:
الأول: أن تكون مشيمة الجنين الأصغر هي بالأصل مشيمة صغيرة بالحجم، وغير قادرة على إيصال الغذاء بكمية كافية, وفي هذه الحالة تكون مقاسات الجنين ليست متساوية مع بعضها البعض, بمعنى أن نمو الجنين ليس متساو, فمقاس البطن, والرأس والفخذ تعطي أسابيع مختلفة, ويكون النقص واضحاً أكثر شيء في مقاس البطن.

في هذه الحالة -أي حالة كون المشيمة صغيرة الحجم- فإن الفرق في النمو بين الأجنة يظهر عادة بعد عمر 24 أسبوعاً.

السبب الثاني: هو وجود تشوه صبغي في الجنين الصغير الحجم, أي أن الجنين نفسه غير طبيعي, وقد يرافق ذلك تشوهات خلقية, ويجب عمل تصوير تلفزيوني دقيق بالجهاز الثلاثي الأبعاد للكشف عن أية تشوهات لا قدر الله.

في هذه الحالة يبدأ فرق النمو بالظهور قبل عمر 24 أسبوعاً، أما بالنسبة للمتابعة والعلاج فإنه يعتمد على السبب، وفي حال كان السبب هو صغر أو ضعف في المشيمة, فهنا يجب متابعة الجنين الصغير بشكل دقيق, وأخذ قياساته باستمرار, وقياس الماء حوله, ومراقبة نبضه, وقياس سرعة الدم في الأوعية السرية, وعندما يصبح قابلاً للحياة -أي بعد عمر 24 أسبوعا- يجب أن تعطى الأم إبرة (بيتاميتازون )أسبوعياً لتحضير الرئتين والإسراع في نضجها, تحسباً لحدوث ولادة باكرة.

في أي وقت يبدأ الجنين بالتأثر ويضعف نبضه, وكان بعمر فوق 24 أسبوعاً, فيجب أن تتم الولادة، وإن استمر الجنين بحالة جيدة رغم صغر حجمه, فإنه يجب أن تتم الولادة عند بلوغ الحجم 34 أسبوعاً، وإن كان السبب هو خلل في الصبغيات أو وجود تشوهات لا قدر الله, فيجب التعامل مع الحالة حسب نوع التشوه, فكل حالة تختلف عن الأخرى.

إن أصغر عمر لجنين ولد خدجاً وبقي على قيد الحياة بإذن الله لغاية الآن, هو عمر 25 أسبوعاً, وهذه حالات قليلة جداً, وفي مراكز طبية متطورة جداً، وبعد عمر 28 أسبوعاً فإن الفرصة كبيرة في بقاء الجنين على قيد الحياة إن شاء الله.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية وأن يتم الحمل والولادة لزوجتك على خير وأن يرزقك بما تقر به عينك .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً