الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزاجي تغير بعد الزواج فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي باختصار هي: تغير مزاجي بعد الزواج.
أصبحت حساسة بدرجة كبيرة, غير مبالية بنظافة بيتي وترتيبه, أكره الاستحمام والاهتمام بنفسي, لدرجة أنه يمر شهر دون أن أمشط شعري!

أشعر بالنفور من زوجي أغلب الأوقات, أعاني من أرق, وصعوبة في النوم؛ مما يؤدي إلى التعب, وكثرة النوم نهارًا, لدي رغبة في البكاء بدون سبب, وليس لدي هدف في حياتي, سريعة الغضب, وزيادة العصبية على أتفه الأسباب, بالإضافة إلى أحلام اليقظة التي أعيشها.

حاولت عدة مرات أن أغير وضعي, لكني لا أستمر, وأقصى مدة أستمر عليها هي ثلاثة أو أربعة أيام؛ لأنني لا أجد أي متعة في حياتي حتى إن تغيرت, مع العلم أن زوجي طيب وحنون ويتحملني كثيرًا, وأنا جامعية متزوجة منذ سنة ونصف, ولدي طفل, وكانت شخصيتي على عكس ما أنا عليه الآن ب 180 درجة.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرًا لك على السؤال, وعلى الكتابة إلينا.
وكم سررت وأنا أقرأ أسئلتك؛ لأني على ثقة بالله تعالى بأن للمعاناة التي تشعرين بها حلّا!

صدقيني، وأنا أقرأ أول السؤال، قلت في نفسي وقبل أن أصل للسطور الأخيرة: لابد وأن هناك طفلاً صغيرًا في الموضوع، ومن ثم بعد عدة أسطر ذكرتِ في نهاية السؤال بأنك متزوجة من سنة ونصف، وأن لديك طفلاً، وطالما أنك متزوجة منذ سنة ونصف، فربما طفلك لم يتجاوز عدة أشهر.

يبدو من خلال كل ما ورد في سؤالك، أنك تعانين مما نسميه "اكتئاب ما بعد الولادة", وهي حالة خاصة من الاكتئاب الخاص والمتعلق بالولادة، وهي تبدأ بعد عدة أسابيع من الولادة، وأعراضها كل ما ورد في سؤالك من الشعور بالاكتئاب, والرغبة بالبكاء, واضطراب النوم, وإهمال نفسك وبيتك وزوجك, وربما طفلك، وشعورك بعدم الرغبة بالقيام بأي عمل، وفقدان الشهية للطعام، وفقدان الرغبة لكل هواياتك وما كنت تستمتعين بالقيام به، ومنها العلاقة الجنسية مع زوجك، وتذهب الألوان من حياتك، وتصبح الصورة باهته، ولا تشعرين بقيمة الحياة؛ مما يصل بك إلى حالة تشعرين فيها أنك قد تغيّرت 180 درجة!

فهي حالة معروفة وموصوفة في الكتب المختلفة، وليس لك سبب أو يدّ في حصول هذا الاكتئاب، وليس دليل ضعف الشخصية, أو ضعف الإيمان، إنها حالة من الاكتئاب بسبب تبدلات بعض المواد الكيميائية مما له علاقة بالاكتئاب، وهي حالة كثيرة الانتشار عند الأمهات بعيد الولادة، ومن اسمها "اكتئاب ما بعد الولادة" (Post Natal Depression), وهي حالة لها علاج.

يفيد أولاً أن تتعرفي أنت وزوجك على هذه الحالة؛ كي تراعوا نفسيكما، وتتفهمان ما يجري في حياتك أولاً، وحياة الأسرة ككل، فهو ليس كسلاً أو خمولاً، وإنما حالة اكتئاب.

أرجو مراجعة أقرب طبيب نفسي؛ لأن المعاناة قد تطول لأشهر طويلة، إلا أننا نستطيع من خلال استعمال أحد مضادات الاكتئاب من اختصار هذه المرحلة، بحيث يذهب عنك الاكتئاب، وتعودين لما كنت عليه، أو قريبًا منه، كما كنت قبل الولادة وقبل هذا الاكتئاب.

ولاشك أن الطبيب النفسي المختص سيشرح لك كيفية التعامل الأمثل مع هذا الاكتئاب، ولا شك أنه سينبهكم إلى الاحتمال الكبير للإصابة بمثل هذا الاكتئاب بعد كل ولادة، ولكن ليس بالضرورة 100% إلا أنه احتمال كبير.

ولا بأس أن أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية فهي مفيدة بإذن الله تعالى.

عافاك الله، ويسرّ لك، ومبروك الطفل الصغير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر ام لين

    سبحان الله حسيت اني انا الكاتبة المشكلة بي التفصيل كل كلمة تشرحي حالني باالظبط سبحان الله انا يمكن يعدي ايام مااستحمي ويومين اكون بنفس الملابس حتي زوجي كتير استحملني وهو شخص طيب لايزعل مني ربنا يعنك ويعني ان شاءالله

  • الجزائر رتاج

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أختي الكريمة عليك بقراءة المعوذتين وآية الكرسي صباحا ومساء وذكر الله في كل وقت والإكثار من الوضوء والصلاة، فربما تكونين محط أنظار عيون المحسودين حواليك، كما عليك بزيارة الأخصائي النفسي لتحديد أسباب حالتك هذه.أتمنى لك شفاء عاجلا يا رب آمين.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً