الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن دخلت الحياة العملية داهمني القلق والاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أني ومنذ سنتين؛ وعندما دخلت الحياة العملية وتزوجت, بدأت أشعر بالاكتئاب والقلق والتفكير دائما, لدرجة أني أشعر بنفسي وأنا نائم أني أفكر, وعقلي يعمل بكل طاقته, وينصب معظم تفكيري على المستقبل, وأكثر مايزعجني أني إذا تعرضت لموقف مشاجرة كلامية أو جسدية عندما تنتهي أشعر أني كنت ضعيفا.

ويبدأ عقلي التفكير بها حتى لو مضى عليها سنين, وأشعر أني أريد أن أنتقم, وأقول لماذا لم أفعل ذلك؟ أو لماذا كنت خائفا؟ وأشعر بالندم والاكتئاب الشديد, علما أني عندما أتعرض لمشاجرة يبدأ قلبي بالخفقان بدرجة عالية جدا, وكأني أركض منذ ساعة.

بعض الأحيان أشعر بالخوف مع أني لا أحب هذه الصفة وأريد التخلص منها نهائيا, وفي أي مشكلة أكون أنا المبادر ولا أخاف أولا ثم أخاف, ونوع الخوف هو دقات القلب السريعة, وأشعر دائما بعدم الرغبة في الدخول بين أناس لا أعرفهم لأني أرتبك, وأشعر بأطرافي ترتعش قليلا.

وأنا عصبي جدا في حال أغضبني أحد, لدرجة أني لا أملك نفسا, طبعا وأشعر أني أريد أن أضرب خصمي, وخصوصا عندما أشعر بعدم القدرة على الرد كلاميا أو أشعر أني ظلمته, ولكن في حال كنت أنا المخطئ وتعرضت لمشاجرة لا تزيد دقات قلبي ولكن أشعر بالخوف.

ودائما أحس بالهم والتفكير الدائم, لدرجة أني لو كنت أعمل أي شيء عقلي يفكر بخمسين شيء من مشكلتي, حتى أن وزني نقص 7 كيلو عن الطبيعي, وفي أحد الأيام تناولت عقار باروكسيل لمدة 15 يوما, ارتحت كثيرا وزاد وزني, ولم أعد أفكر بشيء نهائيا.

ولكن كنت دائما أشعر بخمول, وجفاف في الفم, وعند ممارسة الجماع أتجاوز 35 دقيقة حتى أقذف, مع العلم قبل الدواء كنت أقذف بعد 5 دقائق.

أحب الحياة, أحب عائلتي, أحب أقاربي, أحب أصدقائي, أحب مدينتي, متزوج ولكن مغترب ومن دون عائلتي.

أرجو أن تفيدوني بحالتي هذه وتصفوا لي دواء ممتازا.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hosam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أعتقد أن النجاحات التي حققتها في حياتك حتى وصلتك -الحمد لله- تعالى لمرحلة تقلد الوظيفة والعمل ومن ثم الزواج، هذه الطاقات بدأت تتحول إلى طاقات سلبية, وهذا يحدث لبعض الناس حين يصلون إلى مرحلة معينة من الإنجاز, يبدأ القلق يحتقن لديهم ويتحول إلى طاقة سلبية, وهذه الطاقة السلبية تظهر في شكل قلق, وهموم, وانفعالات, ووساوس سلبية, وأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك, أضف إلى ذلك أن استعدادك للانفعال واضح جدا.

أنت تتحدث عن موضوعات المشاجرات مع الآخرين, وكيفية انزعاجك, ويحدث لك خفقان، بالرغم من أن هذا التغير فسيولوجي طبيعي جدًا, لكن بالطبع نقول لك إن الإنسان يجب أن يستدرك أن المشاجرات وخلافها هي أصلا أمر غير محمود, وما يحدث لك من خفقان في قلبك أعتقد أنه نوع من الحماية لك, حماية لتحفيزك لمواجهة الموقف, وفي ذات الوقت تجنبه، لأنه أمر غير حميد.

أنا أعرف أن الحياة فيها صعوبات وفيها مواجهات, لكن يا أخي دائما حاول أن تكون في جانب التسامح وكظم الغيظ, وفي الوقت كن معبرا عما بداخلك أول بأول, وتجنب الكتمان, وكن دائما في رفقة الصالحين، الإنسان حين يتعرف على النماذج الطيبة في حياته يجد أن سلوكه قد تبدل واعتدل, وتغير بصورة إيجابية جدا.

أخي: ممارسة الرياضة أعتقد أنها سوف تكون أيضا أحد المتنفسات النفسية والسلوكية الجيدة لك، كما تطبيق تمارين الاسترخاء أراه جيدا ومفيدا (2136015).

أنت محتاج إلى إعادة تقييم قدراتك, وهي كثيرة جدا وواضحة جدا, ولكن أعتقد أن نظرتك السلبية وانفعالاتك التي تصاحبها جعلتك لا تقيم مقدراتك بصورة صحيحة.

الشعور بالخمول وجفاف الفم والأعراض الأخرى التي حدث لك من تناول الدواء, وهي أعراض متوقعة, خاصة في بداية العلاج الدوائي، وأعتقد أنه يا أخي يمكن استبدال هذا الدواء بدواء آخر يكون أقل وطأة فيما يخص الآثار الجانبية السلبة, وفي نفس الوقت يكون -إن شاء الله- ذا فائدة ومنفعة بالنسبة لك.

أنا أرى أن عقار فافرين دواء جيد, وهو بسيط جدا, فعاليته معروفة, فقط يتطلب الصبر في تناوله, أي الالتزام بالجرعة والمدة العلاجية، وأنت تحتاج إلى الفافرين بجرعة صغيرة 50 مليجراما ليلا، تناولها بعد الأكل لمدة شهرين بعد ذلك اجعلها مئة مليجرام ليلا لمدة شهرين آخرين, ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين, ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن العلاج.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً