الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الإحساس بالسعادة والحزن فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

فقدت الإحساس بالسعادة والحزن والفرح, بدأ هذا منذ فترة بعد سفري لأحد البلاد للعمل, وقبلها كنت إنسانًا طبيعيًا, ولاحظت بعد سفري أن هذا الأمر قد بدأ لأول مرة عندما مات أخي الصغير فلم أحزن ولم أبكِ, وعندما تقدمت لخطبة إحدى الفتيات لم أفرح, رغم أني كنت أنتظر هذا الأمر, وعندما ذهبت للعمرة لأول مرة كانت المصيبة الكبيرة, فعند دخول الحرم حدث نفس الشيء, فقد أحسست ببلادة, ولم أفرح, ولم أرهب المكان, رغم ما سمعت عنه, وعن أول رؤية للبيت الحرام, وما يصاحب الإنسان من الفرح والهية والإجلال لهذا المكان المقدس, فهل أنا مريض أم منافق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

أخي: مثل هذه الإحساس نشاهده أحيانًا عند مرضى الاكتئاب النفسي، فالاكتئاب النفسي قد يكون مبدلاً للمشاعر, ويجعل الإنسان لا يحس بجمال ما هو جميل وطيب، وفي ذات الوقت قد يشوب القلب شيء من القسوة, وهذا نشاهدها أحيانًا مع بعض حالات الاكتئاب، والوضع الأمثل -أخي الكريم- أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي لمزيد من الفحص والمناظرة والاستقصاء, وإن أثبت فعلاً أن الذي تعاني منه اكتئاب نفسي فهذا علاجه -إن شاء الله- سهل من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب, وهي كثيرة جدًّا, وفعالة جدًّا بشرط أن يلتزم الإنسان التزامًا تامًا بالجرعة العلاجية، وهنالك أيضًا متغيرات سلوكية لابد منها، ومن أهمها:
أن لا أقبل الفكر السلبي، أيًّا كان نوعه, وإذا أحسست أني مشاعري متبلدة فيجب أن لا أقبلها, بل يجب أن أرفضها وأعتبرها فكرًا تلقائيًا سلبيًا، والإنسان يجب أن يسعى لأن يستبدل الفكر الذي يرى أنه غير سوي ويخالف مشاعره الحقيقية.

فيا أخي الكريم: التغير المعرفي مهم جدًّا، وعليك أيضًا بتذكر الإيجابيات, وهذا فيه خير كبير.

بالنسبة لموضوع عدم التأثر حين زيارة البيت الحرام، لا أقول لك: إنها قسوة في القلب, لكن قد يكون هنالك نوع من عدم استشعار المقام، وهذا -أخي الكريم- قد يحدث في الإنسان المكتئب أيضًا، لكن تذكير الإنسان نفسه بعظمة هذا المكان، والخشوع في الصلاة هو أحد الأمور التي تلين القلب كثيرًا.

فيا أخي: حاول أن تخشع في الصلاة، وهنالك الكثير مما هو مكتوب عن الخشوع في كثير من كتب الفقه وأعتقد أن استرشادك بهذا الأمر سوف يفيدك كثيرًا.

أخي: حاول أن تنخرط في أي نوع من العمل الاجتماعي، الأعمال الاجتماعية, خاصة أعمال الخير والبر والإحسان, تلين القلب كثيرًا، مثل المسح على رأس اليتم.

فيا أخي: هذه إن شاء الله تعالى تساعد وتساعد كثيرًا في استبدال المشاعر لتصبح مفرحة لك، والحرص أيضًا – أخي- على بر الوالدين وصلة الرحم فهذه تلطف الذات الإنسانية, وتنقل النفس نقلات إيجابية جدًا.

هذا -أخي الكريم- الذي أريدك أن نصحك به, وأعتقد أن زيارة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة لك جدًّا، وحاول أيضًا أن تتواصل مع إمام مسجدك، واجلس معه واستمع إليه, وتناصح معه, وسوف تجد إن شاء الله منه كل ما هو طيب وخير.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا Lgh

    نفس شعوري والله ، بس لأني تعرضت لمواقف قاسيه جداً وظروف صعبه جاءني التبلد لا فرح لا حزن لا حماسه ولا شي
    شعور صعب وغريب

  • رومانيا محمد العامري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحقيقة لدي مثل ماذكرت اخي الكريم بل أكثر منك، لدرجة اني لا اهتم بشي ولا اشتاق لأحد لا والدة ولا والد ولا أبناء ولا زوجة اسافر فأغيب كثيراً أو قليلاً ويسافرون هم ويغيبون فلا اشتاق لأحد منهم!! حتى صرت اقول في نفسي ان كان هناك مصنع في جسمي يخرج منه هرمون المحبة والشوق فقد توقف عن الانتاج نهائياً!! وزوجتي طبعاً هي الوحيدة التي تشعر بذلك وهي تجادلني وتناقشني كثيراً وتعتب علي وإن كنت اجاملها بعض الاحيان واجبر نفسي على اظهار محبتي لها مع اني في داخلي اعلم بعدم صدقي في ذلك ولكنها اكتشفت في الأخير ان كنت اجامل واني لا احمل لها من المحبة والشوق مثل ماكنا في اول سنوات زواجنا، اسافر كثيراً ولا يستهويني شي لا بحر ولا جبال ولا شلال
    ولا طبيعة كلها عندي سواء وإن كنت اكره الصحراء والارض القاحلة،
    اسكن بفضل الله في بيت كبير وجميل وبه حدائق اعتني بها كثيراً وانسق شجرها ومع ذلك فهي لا تعني لدي شيئا
    لا اكره أحد من المسلمين واتمنى لهم الخير لكن الا اجد حباً لأحد، اخالط الناس وامزح واضحك ولي اصحاب وجلساء، ومع ذلك ان غابوا عني لا اسأل عنهم، من يأتي ابادله السلام والتحايا والسوالف وان غاب لا يهمني غيابه ولا طال، أو حتى اذا لم اره نهائياً!! كنت في السابق احب واشتاق ولي ذكريات كثيرة في اماكن عديدة ومع اصحاب قدامى وزملاء عمل، كنت اذا تذكرت بعض تلك الذكريات اشعر بحزن واحياناً دموع تخرج من عيني بدون ما اشعر، لكن الآن هيهات ارى قلبي قد انقلب الى حجر صلب قاسي لا يؤثر فيه شي،
    وفي الاخير انا بحمدلله وفضله ومنته محافظ على صلتي جماعة في المسجد وكذلك السنن الرواتب ولا تفوتني تكبيرة الاحرام مع الامام ولي بفضل الله ومنته وكرمه ورد بالليل لا اتركه وهذا كما ذكرت فضلاً من الله ومنة، ذكرت ذلك حتى لا يظن ظان اني ما حصل لي كان بسبب ايماني وتمسكي بديني والا ما كان يصلح ان يذكر ذلك لأحد حتى لا يرائي احد بعمله او يعجب به ولكن لكونكم لا تعرفون من انا ذكرته،
    أسأل الله أن يشفي كل مريض من المسلمين ويشفيني معهم.....
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • تركيا Sawsan

    نفس شعوري اشعر كأني بليد بكل شي في البدن والعقل احاول الابتعادعن هذا التفكير الي نفسي بشيء لكن انام كثيرا لاادري مااصابني يارب رحمتك

  • أمريكا عمر أكدي

    أنا أيضا أعاني من هدا المرض وهو تبلد المشاعر و أعاني أيضا من مرض الفصام العقلي و مرض القولون العصبي كل هذه الأمراض بسبب فقدان النوم و القلق و الخوف و عدم الإهتمام بذاتي إضافة إلى الوحدة وعدم الفرح الكثير و ضغوط العامل و الفشل و للوم الذات ضغوط أسرتي النفسية بالإضافة عدم وجود موهبة أحبها .كل هذه الأسباب تسببت لي في هذه الأمراض المزمنة ادعوا لي بالشفاء و شكرا

  • مجهول ايوب عقلة

    لااحس بالفرح ولابالحزن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً